٣
ما هو مرتكز الصحابة في صيغة الحكومة؟
لقد دلّت المحاسبات العقلية والاجتماعية السابقة على لزوم تنصيب الإمام من جانب الله تعالى ، وأثبتت أن إدلاء الأمر إلى نظر الأُمّة وانتخابها وتعيينها خطأ فاضح ، يأباه العقل وترفضه المصالح العامة وتعارضه المحاسبات الاجتماعية.
وهناك جانب آخر يسلط الضوء على نظرية الإمامة وهو تصور النبي وأصحابه للإمامة والخلافة.
أمّا الأوّل فالقرائن والشواهد تؤكد على أنّ مسألة الإمامة كانت عندهم تنصيبية وفيما ننقل من الشاهدين تصريح بذلك :
١. لما عرض الرسول ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ نفسه على بني عامر الذين جاءوا إلى مكة في موسم الحجّ ودعاهم إلى الإسلام ، قال له كبيرهم؟ أرأيت إن بايعناك على أمرك ثمّ أظهرك الله على من خالفك أيكون لنا الأمر من بعدك؟
فقال النبي ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ : «الأمر إلى الله يضعه حيث يشاء». (١)
__________________
(١) السيرة النبوية لابن هشام : ٢ / ٤٢٤ ـ ٤٢٥.