الأمر الخامس
هل الشورى أساس الحكم والخلافة؟
ربما يتصوّر بعض الكتاب الجدد انّ نظام الحكم في الإسلام هو الشورى ، وقد حاول غير واحد من المعاصرين صبّ صيغة الحكومة الإسلامية على أساس المشورة بجعله بمنزلة الاستفتاء الشعبي بملاحظة انّه لم يكن من الممكن بعد وفاة النبي مراجعة كلّ الأفكار لقلّة وسائل المواصلات فاكتفوا بالشورى ، واستدلّوا عليه بآيتين كريمتين :
١. (وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ). (١)
٢. (وَالَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ). (٢)
هذه النظرية وإن كانت لها روعة خاصة خصوصاً وانّها تتجاوب مع روح العصر لكن الواقع على خلافها لما عرفت من أنّ عمر بن الخطاب أخذ بزمام الحكم بتعيين الخليفة الأوّل ، وانّ الثالث استتب له الأمر بشورى سداسية عيّنها نفس الخليفة ، حتّى أنّ الخليفة الأوّل أخذ زمام الحكم ببيعة نفرات قليلة ، وهم :
__________________
(١) آل عمران : ١٥٩.
(٢) الشورى : ٣٨.