محاضراتنا. (١)
والغرض الأسنى من ذكر هذه الأُكذوبة انّ القوم ينقلون هذه الأكاذيب الشنيعة المنسوبة إلى رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ ولكنّهم يتورّعون عن دراسة حال الصحابي ونقد رأيه وفعله ، فكأنّ الصحابة عندهم أرفع وأنزه من الأنبياء المعصومين بنص الكتاب!!
وهذه القصة التي وردت في كتب التفسير لأهل السنّة صارت أساساً لكتاب «الآيات الشيطانية» لسلمان رشدي المرتدّ حيث نشر كتابه هذا في الملأ العام وأضاف إلى هذه القصة أضعافاً كثيرة ممّا أوحى إليه شيطانه. وقد حكم الإمام الخميني ـ رحمهالله ـ بارتداده ووجوب قتله.
٢. اتّهام داود ـ عليهالسلام ـ بقتل زوج أوريا وتزوّجها
إنّ نبي الله داود ـ عليهالسلام ـ أحد الأنبياء العظام الذي وصفه سبحانه بقوله : (وَآتاهُ اللهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشاءُ) (٢) وقد بلغ من الكمال حدّاً ، أن كانت الجبال تتجاوب معه في التسبيح ، يقول سبحانه : (وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلاً يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ). (٣)
كما سخّر له الله سبحانه الجبال والطير ، فقال : (إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْراقِ* وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ). (٤)
__________________
(١) سيرة سيّد المرسلين : ١ / ٤٨٨ ـ ٤٩٧.
(٢) البقرة : ٢٥١.
(٣) سبأ : ١٠.
(٤) ص : ١٩١٨.