في العقيدة الطحاوية هي أُصول استنبطها الإمام من الآيات والروايات فجعلها عقائد إسلامية يجب الإيمان بها ، وهي أولى بأن تسمّى : عقائد الإمام أحمد بدل أن تسمّى عقائد إسلاميّة.
الاعتقاد بعدالة الصحابة ليس من صميم الدين
هذا هو حال الخلافة التي جعلوها من الأُصول ولا تمّت إليها بصلة ، ولنبحث الآن مسألة عدالة الصحابة ، أي عدالة مائة ألف إنسان رأى النبيّ وشاهده أو عدالة خمسة عشر ألف صحابي سُجّلت أسماؤهم في المعاجم فقد هتفت الكتب الرجالية بعدالتهم على الإطلاق ، وحُرّم أيّ نقد علمي أو تاريخي في حقّهم ، بل عُدّ الناقد لهم خارجاً عن الإسلام مبطلاً لأدلة المسلمين على ما مرّ. (١)
إنّ الدارس لتاريخ حياة الصحابة يقف بوضوح على أنّ هذه الحالة القدسية التي يضفيها جمهور السنّة على الصحابة ليست إلاّ وليدة عصر متأخر عنهم ، ولم تزل هذه الحالة تزداد وتتّسع ، حتّى أصبحنا في عصر لا يمكن فيه لأحد أن يبحث في ممارسات الصحابة وسلوكيّاتهم ، ولا أن يشير إلى مواضع الألم في تاريخ تلك الحقبة ، حتّى ولو اعتمد القائل في قضائه على الآيات والروايات والتاريخ الصحيح ، بل يتّهم بأنّه زنديق ، وأنّ الجارح أولى بالجرح.
لقد تكوّنت هذه النظرية ونشأت عن العاطفة الدينية التي حملها المسلمون تجاه الرسول الأكرم وجرّتهم إلى تبنّي تلك الفكرة واستغلّتها السلطة الأموية لإبعاد الناس عن أئمّة أهل البيت ـ عليهمالسلام ـ أحد الثقلين الذين تركهما الرسول ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ بعد رحيله لهداية الناس.
__________________
(١) لاحظ ص ٥١٨ من هذا الكتاب.