(وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ). (١)
ثمّ إنّه سبحانه يصرح بتولّيهم وفرارهم عن الجهاد وينسب زلّتهم إلى الشيطان ويقول : (إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ بِبَعْضِ ما كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ). (٢) وليس هؤلاء من أصحاب النفاق (لأنّ المنافق لا يُغفر له ولا يعفى عنه) بل من الصحابة العدول!
٩. نسبة الغرور إلى الله ورسوله
إنّ غزوة الأحزاب من المغازي المعروفة في الإسلام ، حيث اتحد المشركون واليهود للانقضاض على الإسلام ، فحاصروا المدينة وهم عشرة آلاف مدجّجين بالسلاح ، وحفر المسلمون خندقاً حول المدينة لمنع العدو من اقتحامها وقد طال الحصار نحو شهر.
وفي هذه الغزوة امتحِن أصحابُ النبي ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ وزلزلوا زلزالاً عظيماً ، وتبيّن الثابت من المستزلّ ، وانقسم أصحابه إلى قسمين :
١. المؤمنون وشعارهم (هذا ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَما زادَهُمْ إِلاَّ إِيماناً وَتَسْلِيماً). (٣)
٢. المنافقون والذين في قلوبهم مرض وشعارهم : (ما وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً). (٤)
فضعفاء الإيمان من المؤمنين كانوا يظنون بالله انّه وعدهم وعداً غروراً ، فهل
__________________
(١) آل عمران : ١٤٤.
(٢) آل عمران : ١٥٥.
(٣) الأحزاب : ٢٢.
(٤) الأحزاب : ١٢.