بعض الصحابة بالذكر من الذين لم تحسن صحبتهم ويخبر عن سوء مصيرهم ويندد بسوء عملهم ، وهي كثيرة ، ونذكر منها النزر اليسير :
١. كلّهم مغفور له إلاّ
أخرج مسلم عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ : من يصعد ، الثنيّة ، ثنيّة المُرار فانّه يحطّ عنه ، ما حطّ عن بني إسرائيل قال : فكان أوّل من صعدها ، خيَلنا خيلَ بني الخزرج ثمّ تتامّ الناس ، فقال رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ : «وكلّهم مغفور له إلاّ صاحب الجمل الأحمر» فأتيناه فقلنا له : تعال يستغفر لك رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ ، فقال : والله لأن أجد ضالّتي أحبّ إليّ من أن يستغفر لي صاحبكم ، وكان رجل ينشد ضالّة له. (١)
إنّ مسلماً وان ذكره في كتاب صفات المنافقين ، لكنّه لا دليل على أنّه كان منهم ، بل كان من ضعفاء الإيمان ، أو مرضى القلوب ، أو السمّاعين ، إلى غير ذلك من الأصناف المتوفرة في صحابة النبي ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ ، وقد ذكر الشراح انّه كان الجدّ بن قيس الأنصاري.
وروى مسلم بعد هذا الحديث عن أنس بن مالك قال : كان منّا رجل من بني النجّار قد قرأ البقرة وآل عمران ، وكان يكتُب لرسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ ، فانطلق هارباً حتّى لحق بأهل الكتاب قال فرفعوه ، قالوا : هذا كان يكتب لمحمد ، فأُعجبوا به ....
٢. اللهم إنّي أبرأ إليك ممّا صنع خالد
أخرج البخاري عن سالم ، عن أبيه قال : بعث النبي خالد بن الوليد إلى بني
__________________
(١) صحيح مسلم : ٨ / ٢٢٣ ، صفات المنافقين وأحكامهم.