قال : روى الإمام أبو جعفر بسنده عن أبي اليسر كعب بن عمرو الأنصاري قال : أتتني امرأة تبتاع منّي بدرهم تمراً ، فقلت : إنّ في البيت تمراً أجود من هذا ، فدخلت فأهويت إليها فقبّلتها ، فأتيت عمر فسألته فقال : اتّق الله واستر على نفسك ولا تخبرن أحداً ، فلم أصبر حتّى أتيت أبا بكر فسألته فقال : اتّق الله واستر على نفسك ولا تخبرن أحداً ، قال : فلم أصبر حتّى أتيت النبي ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ فأخبرته فقال : «أخلفت رجلاً غازياً في سبيل الله في أهله بمثل هذا؟» حتّى ظننت انّي من أهل النار حتّى تمنيتُ انّي أسلمت ساعتئذ ، فأطرق رسول الله ساعة فنزل جبريل ، فقال أبو اليسر : فجئت فقرأ عليّ رسول الله : (وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ) فقال إنسان : يا رسول الله له خاصة أم للناس عامة؟ قال : «للناس عامة». (١)
٨. صحابي يجلس بين رجلي امرأة
أخرج عبد الرزاق عن يحيى بن جعدة انّ رجلاً من أصحاب النبيّ ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ ذكر امرأة وهو جالس مع رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ فاستأذنه لحاجة ، فأذن له ، فذهب يطلبها فلم يجدها ، فأقبل الرجل يريد أن يبشر النبي ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ بالمطر ، فوجد المرأة جالسة على غدير فدفع في صدرها وجلس بين رجليها فصار ذكره مثل الهدبة ، فقام نادماً حتّى أتى النبيّ ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ فأخبره بما صنع فقال له «استغفر ربّك وصلّ أربع ركعات» قال : وتلا عليه : (وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ) الآية. (٢)
__________________
(١) تفسير ابن كثير : ٢ / ٤٦٣ والآية ١١٣ من سورة هود.
(٢) تفسير ابن كثير : ٢ / ٤٦٣.