١١
عدالة الصحابة والتاريخ الصحيح
لقد أوقفك الامعان في آيات الذكر الحكيم والسنّة النبوية على أنّ الصحابة لم يكونوا على وتيرة واحدة ، فكان فيهم الصالح والطالح ، والعادل والفاسق ، ومن حسنتْ صحبتُه ، ومن ساءتْ ، وبذلك انثلمتِ القاعدةُ العامّة المدّعاة في حقّ الصحابة وهي : «انّ الصحابة كلّهم عدول» ، وقد بُرْهن في المنطق على أنّ نقيض الموجبة الكلية هو السالبة الجزئية ، وما ذكرناه من النماذج ليس إلاّ سوالب جزئية بالنسبة إلى الضابطة الكلية.
فهلمّ معي نسلّط الأضواء على ملامح من حياة الصحابة بعد رحيل الرسول ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ فهي مشرقة من جانب ، إذ حملوا لواء الإسلام بأيديهم ، ونشروه في ربوع الأرض وقاتلوا وقتلوا ، وهذا ممّا لا يُنكر ، ومُظلمة من جانب آخر فانّ بعض من صحب النبي وعاشره اقترف جرائم لا تُغتفر ، سوّد بها صحيفة حياته حتّى عدّ عاراً على الصحابة أنفسِهم.