القيس على عمر بن الخطاب من البحرين ، فقال : يا أمير المؤمنين انّ قدامة شرب المسكر ، فقال عمر : من يشهد معك ، فقال : أبو هريرة ، فدعي أبو هريرة ، فقال : بم تشهد ، فقال : لم أره يشرب ، ولكنّي رأيته سكران يقي. فقال عمر : لقد تنطعت في الشهادة ، ثمّ كتب إلى قدامة أن يقدم عليه من البحرين ، فقدم ، فقال الجارود لعمر : أقم على هذا كتاب الله الخ. (١)
قال عبد الرزاق في «المصنّف» : سمعت أيوب بن أبي يقول : لم يحدّ في الخمر أحد من أهل بدر إلاّ قدامة بن مظعون. (٢)
٤. أبو جندل يُحدّ حدّ الخمر
أبو جندل بن سهيل بن عمرو القرشي العامري ، وكان أبوه سهيل كاتب قريش في صلح الحديبية ، وهو ممّن فرّ من مشركي مكة والتحق بالمسلمين في صلح الحديبية.
ذكر عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرت انّ أبا عبيدة بالشام وجد أبا جندل بن سهيل بن عمرو ، وضرار بن الخطاب وأبا الأزور ، وهم من أصحاب النبي ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ قد شربوا الخمر.
فقال أبو جندل : «ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طمعوا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات» ، فكتب أبو عبيدة إلى عمر : انّ أبا جندل خصمني بهذه الآية. فكتب عمر : انّ الذي زيّن لأبي جندل الخطيئة زيّن له الخصومة ، فاحددهم ، فقال أبو الأزور : أتحدّوننا؟ قال أبو عبيدة : نعم ، قال :
__________________
(١) الاستيعاب : ٣ / ١٢٧٦ ، باب قدامة.
(٢) مصنف بن عبد الرزاق : ٩ / ٢٤٠ برقم ١٧٠٧٥.