غزوة بدر ، يكون نهاية هؤلاء مبدأ لظهور الطائفة الثالثة وتتحدد نهايتهم ببيعة الرضوان أو فتح مكة لقوله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ : «لا هجرة بعد الفتح».
وأمّا الثاني ، فالآية لا تثني على كلّ من اتبع السابقين بالهجرة والنصرة ولكن تقيّد الاتّباع بقوله : «بإحسان» أي يكون الاتّباع مقروناً ومصحوباً بالإحسان في القول والعمل ، فتقييد الرضا بحسن سلوكهم وسيرتهم يخرج من هاجر ونصر ، من دون اتّباع مصحوب بإحسان ، بأن ساءت سيرته ، ولم يحسن سلوكه.
والله سبحانه يعلن رضاه عن هذه الطائفة مثل السابقين ويقول : (رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ). (١)
فلو وجدنا صحابياً آمن وهاجر أو نصر النبي ولكن شككنا في حسن سلوكه وسيرته ، لا تكون الآية دليلاً على رضاه سبحانه
عنه ، للشكّ في شمول الآية له فضلاً عمّن ثبت سوء سيرته.
هذا ما هو المتبادر والمفهوم من الآية ، وهي دليل قاطع على أنّه سبحانه رضي عن طوائف ثلاث من الصحابة ، لا عن كلّهم ، والاستدلال به على الموجبة الكلية «عدالة كلّ صحابي» كما ترى.
الآية الثانية
استدلّوا على عدالة الصحابة بآية ثانية ، نظيرة الآية المتقدّمة في تصنيف الصحابة إلى أصناف ثلاثة.
وهذه الطوائف الثلاث التي أشارت إليها الآية عبارة عن :
١. الفقراء المهاجرين.
__________________
(١) المجادلة : ٢٢.