الآية الرابعة
استدلّوا على عدالتهم بآية رابعة تذكر سمات أصحاب النبي وصفاتهم ، يقول سبحانه :
(مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً). (١)
فهذه الآية بظاهرها أوسع دلالة ممّا سبق ، لأنّها تثني على النبي ومن معه ، ولكن مدلول الآية ـ في الحقيقة ـ ليس بأوسع ممّا سبق ، وذلك للقرائن التالية :
الأُولى : الصفات التالية لم تكن متوفرة في عامّة الصحابة ، أعني بها :
أ. (أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ).
ب. (رُحَماءُ بَيْنَهُمْ).
ج. (تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً).
د. (يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْواناً).
ه. (سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ).
فهل الذين أراقوا دم عثمان وقتلوه في عقر داره كانوا من غير الصحابة؟!
وهل الذين خضّبوا الأرض بدم الصحابة في ميادين القتال كانوا من الأجانب؟! فما لكم كيف تحكمون.
__________________
(١) الفتح : ٢٩.