التفصيل فليرجع إلى نفس الكتاب.
وقد أضاف في آخر تحقيقه ، وقال : لو صحّ هذا الخبر يكون المراد إنّ ما قالوه برأيهم يجب العمل به ، وهذا دليل آخر على أنّ الحديث موضوع ، وليس من كلامه ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ ، إذ كيف يسوغ لنا أن نتصوّر أنّ النبي ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ يبرّر لنا أن نقتدي بكل رجل من الصحابة مع أنّ فيهم العالم والمتوسط في العلم ، ومن هو دون ذلك وكان فيهم مثلاً من يرى أنّ البرد لا يفطر الصائم بأكله. (١)
٣. خير القرون قرني
أخرج البخاري في كتاب فضائل أصحاب النبي ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ عن عمران بن حصين يقول : قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ : خير أُمّتي قرني ، ثمّ الذين يلونهم ، ثمّ الذين يلونهم ، قال عمران : فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثاً ، ثمّ إنّ بعدكم قوماً يشهدون ولا يستشهدون ، ويخونون ولا يؤتمنون ، وينذرون ولا يفون ، ويظهر فيهم السمن. (٢)
وأخرجه مسلم في صحيحه عن عمران بن حصين. (٣)
وأخرجه أحمد في مسنده عن بريدة الأسلمي. (٤)
إنّ هذا الحديث مهما صح سنده ونقله أصحاب الصحاح والمسانيد والسنن ، يكذبه التاريخ الصحيح الذي سجّل أحوال أهل القرون التي أُطلق عليهم هذا الاسم ، وذلك بالبيان التالي :
__________________
(١) سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة : ١ / ١٤٧ ـ ١٤٨ ، وحديث البرد أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار ، لاحظ ٢ / ٣٤٠ وهو حديث غريب يضاد القرآن والسنة وإجماع المسلمين.
(٢) صحيح البخاري : ٢ / ٢٤٩ ، برقم ٣٦٥٠.
(٣) صحيح مسلم : ٧ / ١٨٥ ـ ١٨٦ ، باب فضل الصحابة ثمّ الذين يلونهم.
(٤) مسند أحمد : ٥ / ٣٥٧.