الشافعي ، فلا يُعدُّ ذكر ما جاء في حديث البخاري سبّاً للصحابة إلاّ من بعد عن التحقيق العلمي فليتفطن لذلك. (١)
وقال أيضاً : وهذا الحسن البصري (٢) الذي قيل فيه انّه سيد التابعين (وإن كنّا نقول إنّ سيد التابعين أُويس القرني أخذاً بحديث مسلم) ، فانّه قال : لمّا مات عمرو بن العاص وهو يردّد لا إله إلاّ الله : وكيف إذا جاء بلا إله إلاّ الله وقد قتل أهلَ لا إله إلاّ الله. (٣)
٢. انّ النقد لا يعدّ سبّاً إذا كان لغرض شرعي صحيح ، بل يكون بنّاءً ، ويشهد لذلك حديث مسلم وأبي داود انّ رجلاً خطب عند رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ فقال في خطبته من يطع الله ورسوله فقد رشد ، ومن يعصهما فقد غوى ، فقال له رسول الله : بئس الخطيب أنت. (٤)
وقد كان البحث حول محاربي عليّ في الجمل وصفين والنهروان قائماً على قدم وساق ، وقد كثر الكلام حول من نكث البيعة وحارب علياً في صفين وغيرها.
هذا هو أبو منصور البغدادي يقول في كتابه «الفرق بين الفرق» ما نصّه :
وقالوا ـ أي أهل السنّة ـ بإمامة علي في وقته ، وقالوا بتصويب علي في حروبه بالبصرة وبصفين وبالنهروان ، وقالوا بأنّ طلحة والزبير تابا ورجعا عن قتال علي ، لكن الزبير قتله عمرو بن جرموز بوادي السباع بعد منصرفه من الحرب ، وطلحة لما همّ بالانصراف رماه مروان بن الحكم وكان مع أصحاب الجمل بسهم فقتله ،
__________________
(١) المقالات السنية : ٣٦٠.
(٢) اتحاف السادة المتقين ١٠ / ٣٣٣.
(٣) المقالات السنية : ٣٦٠.
(٤) صحيح مسلم : ٣ / ١٢ ـ ١٣ ، كتاب الجمعة ، باب تحقيق الصلاة والخطبة ؛ سنن أبي داود : ١ / ٢٨٨ ، كتاب الحجّة ، باب الرجل يخطب على قوس ، رقم الحديث ١٠٩٩.