مختلقة ، قالا : وكيف كان النبي ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ يعرّف هذا الحكم غيرنا ويكتمه عنا ونحن الورثة ، ونحن أولى الناس بأن يؤدى هذا الحكم إلينا.
وهذا عمر بن الخطاب يشهد لأهل الشورى أنّهم النفر الذين توفّي رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ وهو عنهم راض ، ثمّ يأمر بضرب أعناقهم إن أخّروا فصل حال الإمامة بعد أن ثلبهم ، وقال في حقهم ما لو سمعه اليوم من قائل لوضعت ثوبه في عنقه سحبا إلى السلطان ، ثمّ شهدت عليه بالرفض واستحلت دمه ، فإن كان الطعن على بعض الصحابة رفضاً فعمر بن الخطاب أرفض الناس ، وإمام الروافض كلّهم ، وقد شاع واشتهر قول عمر : «كانت بيعة أبي بكر فلتة وقى الله المسلمين شرّها فمن عاد لمثلها فاقتلوه» ، وهذا طعن في العقد وقدح في البيعة الأصلية ، ثمّ ما نقل عنه في ذكر أبي بكر في خلواته قوله عن عبد الرحمن ابنه : إنّه دويبة سوء ، وهو خير من أبيه ، ثمّ عمر القائل في سعد بن عبادة رئيس الأنصار وسيدها : اقتلوا سعداً قتل الله سعداً اقتلوه فانّه منافق ، وقد شتم أبا هريرة وطعن في روايته ، وشتم خالد بن الوليد ، وطعن في دينه ، وحكم بفسقه ، وبوجوب قتله ، وخون عمرو بن العاص ، ومعاوية بن أبي سفيان ، ونسبهما إلى سرقة مال الفيء واقتطاعه ، وكان سريعاً إلى المساءة ، كثير الجبة والشتم والسب لكلّ أحد ، وقلّ أن يكون في الصحابة من سلم من معرة لسانه ويده ولذلك أبغضوه ، وملوا أيامه مع كثرة الفتوح فيها ، فهلا احترم عمر الصحابة كما تحترمهم العامة ، إمّا أن يكون عمر مخطئاً ، وإمّا أن تكون العامة على خطأ.
الصحابة كسائر الناس
إنّ غرضنا الذي يجري بكلامنا أن نوضح أنّ الصحابة قوم من الناس لهم ما