مرضه الذي توفي فيه : «وددت أنّي لم أكشف بيت فاطمة ولو كان أغلق على حرب» ، فندم والندم لا يكون إلاّ عن ذنب ، ثمّ ينبغي للعاقل أن يفكر في تأخر علي عن بيعة أبي بكر ستة أشهر إلى أن ماتت فاطمة سلام الله عليها ، فإن كان مصيباً فأبو بكر على الخطأ في انتصابه للخلافة ، وإن كان مصيباً فعلي على الخطأ في تأخره عن البيعة وحضور المسجد.
وقال أبو بكر في مرضه للصحابة : فلما استخلفت عليكم خيركم في نفسي ـ يعني عمر ـ فكلكم ورم أنفه ، يريد أن يكون الأمر له ، لما رأيتم الدنيا قد جاءت ، أما والله لتتخذن ستائر الديباج ونضائد الحرير ... أليس هذا طعناً في الصحابة وتصريحاً بنسبتهم إلى الحسد لعمر لمّا نص عليه بالعهد؟! وقال له طلحة لمّا ذكر عمر للأمر : ما ذا تقول : لربك إذا سألك عن عباده وقد وليت عليهم فظاً غليظاً ، فقال أبو بكر : اجلسوني أبالله تخوفني إذا سألني قلت وليت عليهم خير أهلي ، ثم شتمه ، فهل قول طلحة إلاّ طعن في عمر؟! وهل قول أبي بكر إلاّ طعن في طلحة؟!
وسيتعرض العالم الزيدي إلى تأييد ما ذهب إليه بكثير من الأحداث التاريخية التي عرضت لطعن بعض الصحابة لبعضهم الأمر الذي يدلّ بوضوح على ضحالة ما قيل من عدالة الصحابة أجمعين اكتعين ، وأضاف الزيدي قائلاً :
حديث أصحابي كالنجوم وضعه الأمويّون
«وكيف يصحّ أن يقول رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ : أصحابي كالنجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم». ولا شبهة انّ هذا يوجب أنّ أهل الشام وصفين على هدى ، وأن يكون أهل العراق أيضاً على هدى ، وأن يكون قاتل عمار بن ياسر مهتدياً ، وقد صحّ