المحاكم حتّى يأخذ الحاكم حقّه من الغاصب والظالم ، فلو لم يكن لخصمه خيرة واختيار فما معنى التنديد والتعرض له؟ وهذا يدلّ على أنّه يصوّر الخصم المخالف إنساناً مختاراً غصب ما يملكه عن اختيار وله أن يقوم بردّه إلى صاحبه.
وبالجملة كلّ من رفع عقيرته بالجبر فهو حين الجدال والسجال وإن كان جبريّاً ولكنّه في حياته الاجتماعية اختياري على ضد الجبر ولا يقبل أيّ عذر لخصمه!!
٥. الجبر واجهة لنيل المزيد من الحرية
إنّ من دوافع القول بالجبر هو اشباع الميول والغرائز الحيوانية في الحياة ، فالجبري يطلب المزيد من الحرية من وراء ادّعائه الجبر ، ويتستر تحت واجهة الجبر ليخلِّص نفسه من عهدة التكليف والمسئولية ، ففي الحقيقة هو لا يؤمن بالجبر كمنهج للحياة ، بل يعتقد بالحرية فيها ليعيش فيها وفقاً لما تمليه عليه غرائزه الجامحة.
إلى هنا تم الحديث عن بعض مضاعفات الجبر.