ومن ذلك قولهم : أعمد من سيّد قتله قومه. أي : هل زاد على هذا ، فهذا من مشكل الكلام الذي لم يفسّر بعد ، وقال ابن ميّادة : [الطويل]
وأعمد من قوم كفاهم أخوهم |
|
صدام الأعادي حين فلّت نيوبها |
قال الخليل وغيره : معناه : هل زدنا على أن كفينا إخواننا.
وقال أبو ذؤيب : [الكامل]
صخب الشّوارب لا يزال كأنّه |
|
عبد لآل أبي ربيعة مسبع |
فقوله : (مسبع) ما فسّر حتى الآن تفسيرا شافيا.
ومن هذا الباب قولهم : يا عيد مالك ويا هيء مالك ويا شيء مالك.
ولم يفسّروا قولهم : صه ، وويهك ، وإنيه.
ثم قال : قال : وعلماء هذه الشريعة وإن كانوا اقتصروا من علم هذا على معرفة رسمه دون علم حقائقه ، فقد اعتاضوا عنه دقيق الكلام في أصول الدّين وفروعه من الفقه والفرائض ، ومن دقيق النحو وجليله ، ومن علم العروض الذي يربأ بحسنه ودقّته واستقامته على كل ما تبجّح به الناسبون أنفسهم إلى الفلسفة ، ولكلّ زمان علم وأشرف العلوم علوم زماننا ، هذا ولله الحمد. هذا كلّه كلام ابن فارس.
المبحث السادس : في حد الكلمة والكلام والكلم والفرق بينهم :
الكلمة : حروف الهجاء تسعة وعشرون حرفا ، (وهى : أ ـ ب ـ ت ـ ث ـ ج ...) وكل واحد منها رمز مجرد لا يدل إلا على نفسه ، ما دام مستقلا لا يتصل بحرف آخر. فإذا اتصل بحرف أو أكثر ، نشأ من هذا الاتصال ما يسمى : " الكلمة". فاتصال الفاء بالميم ـ مثلا ـ يوجد كلمة : " فم" ، واتصال العين بالياء فالنون ، يوجد كلمة : " عين" ، واتصال الميم بالنون فالزاى فاللام ، يحدث كلمة : " منزل" ... وهكذا تنشأ الكلمات الثنائية ، والثلاثية ، والرباعية ـ وغيرها ـ من انضمام بعض حروف الهجاء إلى بعض.