باب الترخيم
الترخيم (١) حذف أواخر الأسماء المفردة الأعلام تحقيقا ولا يكون ذلك إلا في النداء إلا أن يضطر شاعر ولا يكون في مضاف إليه ولا مضاف ولا في وصف ولا اسم منون في النداء ولا يرخم مستغاث به إذا كان مجرورا ؛ لأنه بمنزلة المضاف ولا يرخم المندوب هذا قول سيبويه والمعروف من مذاهب العرب.
والترخيم يجري في الكلام على ضربين : فأجود ذلك أن ترخم الاسم فتدع ما قبل آخره على ما كان عليه وتقول في : حارث : يا حار أقبل فتترك الراء مكسورة كما كانت.
وفي مسلمة : يا مسلم أقبل وفي جعفر : يا جعف أقبل تدع الفتحة على حالها وفي يعفر : يا يعف أقبل وفي برثن : يا برث أقبل تترك الضمة على حالها وفي هرقل أقبل تدع القاف على سكونها والوجه الآخر أن تحذف من أواخر الأسماء وتدع ما بقي اسما على حياله نحو : زيد وعمرو فتقول : في حارث يا حار وفي جعفر يا جعف أقبل وفي هرقل : يا هرق أقبل.
وكذلك كل اسم جاز ترخيمه ، فإن كان آخر الاسم حرفان زيدا معا حذفتهما لأنهما بمنزلة زيادة واحدة.
__________________
(١) الترخيم في اللغة ترقيق الصوت وتليينه. يقال صوت رخيم أي سهل لين. ومنه قوله :
لها بشر مثل الحرير ومنطق |
|
رخيم الحواشي لا هراء ولا نزر |
أي رقيق الحواشي. ، وأما في الاصطلاح فهو حذف بعض الكلمة على وجه مخصوص. وهو على نوعين : ترخيم التصغير كقولهم في أسود سويد وسيأتي في بابه ، وترخيم النداء وهو مقصود الباب وهو حذف آخر المنادى (كيا سعا فيمن دعا سعادا) وإنما توسع في ترخيم المنادى ؛ لأنه قد تغير بالنداء ، والترخيم تغيير والتغيير يأنس بالتغيير فهو ترقيق.
تنبيه : أجاز الشارح في نصب ترخيما ثلاثة أوجه : أن يكون مفعولا له أو مصدرا في موضع الحال أو ظرفا على حذف مضاف. وأجاز المرادي وجها رابعا وهو أن يكون مفعولا مطلقا وناصبه احذف ؛ لأنه يلاقيه في المعنى. وأجاز المكودي وجها خامسا وهو أن يكون مفعولا مطلقا لعامل محذوف أي رخم ترخيما (وجوّزنه) أي جوز الترخيم (مطلقا في كلّ ما أنّث بالها) أي سواء كان علما أو غير علم ثلاثيا أو زائدا على الثلاثي. انظر شرح الأشموني ١ / ٢٥٦.