ذكر الأسماء المنفية في هذا الباب
واعلم أن المنفي في هذا الباب ينقسم أربعة أقسام : نكرة مفردة غير موصوفة ونكرة موصوفة ونكرة مضافة ومضارع للمضاف (١).
__________________
(١) " لا" النّافية للجنس تعمل عمل" إن" ولكن تارة يكون اسمها مبنيا على الفتح (ويرى الرّضيّ : أن تقول : مبني على ما ينصب به بدل مبنيّ على الفتح ، وعنده أنّ ذاك أولى) في محلّ نصب ، وتارة يكون معربا منصوبا. فالمبني على الفتح من اسم لا يكون" مفردا" نكرة أي غير مضاف ، ولا شبيه بالمضاف (سيأتي قريبا تعريفه) أو" جمع تكسير" نحو" لا طالب مقصّر" و" لا طلّاب في المدرسة" فإذا كان" جمع مؤنث سالما" يبنى على الفتح ، أو على الكسر ، وقد روي بهما قول سلامة بن جندل :
أودى الشّباب الذي مجد عواقبه |
|
فيه نلذّ ولا لذّات للشيب |
(" أودى" ذهب" مجد" خبر مقدم عن" عواقبه" وصح الإخبار به عن الجمع ؛ لأنه مصدر).
وأمّا المثّنى فيبنى على ياء المثنّى ، وأما الجموع جمع سلامة لمذكّر فيبنى على ياء الجمع ، كقوله :
تعزّ فلا إلفين بالعيش متّعا |
|
ولكن لورّاد المنون تتابع |
(" تعز" تصبر" إلفين" صاحبين ، " الورّاد" جمع وارد) وقوله :
يحشر النّاس لا بنين ولا |
|
آباء إلا وقد عنتهم شؤون |
(" عنتهم" أهمتهم" شؤون" جمع شأن وهي : الشواغل) ومثل ذلك في التّثنية والجمع قولهم : " لا يدين بها لك" و" لا يدين اليوم لك" إذا جعلت لك خبرا لهما ، ويصحّ في نحو" لي ولك" أن يكونا خبرا ولو كان قاصدا للإضافة.
وتوكيدها بالّلام الزّائدة نحو قول الشّاعر وهو نهار بن توسعة اليشكري فيما جعله خبرا :
أبي الإسلام لا أب لي سواه |
|
إذا افتخروا بقيس أو تميم |
وعلّة البناء تضمّن معنى" من" الاستغراقية ، بدليل ظهورها في قوله :
فقام يذود النّاس عنها بسيفه |
|
وقال ألا لا من سبيل إلى هند |
وليس من المنصوب بلا النافية للجنس قولك : لا مرحبا ، ولا أهلا ولا كرامة ، ولا سقيا ، ولا رعيا ، ولا هنيئا ولا مريئا ،. فهذه كلها منصوبة ولكن ليس بلا ، ولكن بفعل محذوف. ومثلها : لا سلام عليك.
وأمّا القسم الثّاني وهو المعرب المنصوب فهو أن يكون اسم" لا" مضافا أو شبيها بالمضاف (الشبيه بالمضاف : هو ما اتّصل به شيء من تمام معناه ، وهذا يصدق على المشتقات مع معمولاتها في الرفع والنصب والجر كقولك : " محمود فعله"" طالع جبلا"" خبير بما تعملون" ، وأما قولهم" لا أبالك" فاللام زائدة لتأكيد