باب (لا) النافية إذا دخلت عليها ألف الاستفهام
الألف إذا دخلت على (لا) جاز أن يكون الكلام استفهاما وجاز أن يكون تمنيا والأصل الاستفهام فإذا كان استفهاما محضا فحالها كحالها قبل أن يلحقها ألف الاستفهام ، وذلك قولك : ألا رجل في الدار الأعلام أفضل منك ومن قال : لا رجل قائم في الدار قال : هاهنا ألا رجل قائم في الدار وكذلك من نون ومن رفع ثم رفع هاهنا وقال الشاعر :
حار بن كعب ألا أحلام تزجركم |
|
عنّا وأنتم من الجوف الجماخير (١) |
فإذا دخلها مع الاستفهام معنى التمني ، فإن النحويين مختلفون في رفع الخبر ويجرون ما سراه على ما كان عليه قبل.
فأما الخليل وسيبويه والجرمي أكثر النحويين فيقولون : ألا رجل أفضل منك ولا يجيزون رفع : أفضل وحجتهم في ذلك أنهم قالوا : كنا نقول : لا رجل أفضل منك فيرفع ؛ لأن (لا) ورجل في موضع ابتداء وأفضل : خبره فهو خبر اسم مبتدأ ، وإذا قلت متمنيا : ألا رجل أفضل منك فموضعه نصب وإنما هو كقولك : اللهم غلاما أي : هب لي غلاما فكأنك قلت : ألا أعطي ألا أصيب فهذا مفعول.
وكان المازني وحده يجيز فيه جميع ما جاز في النافية بغير الاستفهام فتقول : ألا رجل أفضل منك وتقول فيمن جعلها كليس : ألا أفضل منك ويجريها مجراها قبل ألف الاستفهام.
واعلم أن (لا) إذا جعلت كـ (ليس) لم تعمل إلا في نكرة ولا يفصل بينها وبين ما عملت فيه لأنها تجري رافعة مجراها ناصبة.
وأما قول الشاعر :
__________________
(١) يجوز حذف أدوات النّداء ، وتحذف" يا" بكثرة ، نحو : (يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا) (الآية : ٢٩ سورة يوسف) ، (سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ) (الآية : ٣١ سورة الرحمن) ، يقول سيبويه : وإن شئت حذفتهنّ كلّهنّ كقولك : حار بن كعب أي يا حارث بن كعب. انظر معجم القواعد ٩ / ٢٦.