مسائل من هذا الباب
تقول : ضربت القوم حتى زيدا وأوجعت تنصب لأنك جئت بحرف نسق على الأول وكذلك : ضربت القوم حتى زيدا ثم أوجعت وقال قوم : النصب في هذا لا غير لأنك جئت بحرف نسق على الأول تريد حتى ضربت زيدا وأوجعت وثم أوجت.
قال أبو بكر : وهذا عندي على ما يقدر المتكلم أن قدر الإيجاع لزيد فالنصب هو الحسن ، وإذا كان الإيجاع للقوم جاز عندي النصب والخفض وتقول : ضربت القوم حتى زيدا أيضا وحتى زيدا زيادة وحتى زيدا فيما أظن ؛ لأن هذه دلت على المضمر : كأنك قلت : حتى ضربت زيدا فيما أظن ، وحتى ضربت زيدا أيضا ، فإن جعلت : (فيما أظن) من صلة الأول خفضت كأنك قلت : ضربت القوم فيما أظن حتى زيد وتقول : أتيتك الأيام حتى يوم الخميس ولا يجوز : حتى يوم ؛ لأنه لا فائدة فيه وكذلك لو قلت : صمت الأيام إلا يوما ، فإن وقت ما بعد إلا وما بعد (حتى) حسن وكانت فيه فائدة فقلت : صمت الأيام إلا يوم الجمعة وحتى يوم الجمعة.
وقال قوم : إن أردت مقدار يوم جاز فقلت على هذا : أتيتك الأيام حتى يوم.
وقالوا : فإن قلت : أتيتك كل وقت حتى ليلا ، وحتى نهارا وكان الأول غير موقت والثاني غير موقت نصبت الثاني كما نصبت الأول وكان الخفض قبيحا.
وقال أبو بكر : وجميع هذا إنما يراعي به الفائدة واستقامة الكلام صلحا فيه فهو جائز.
ونقول : ضربت القوم حتى إن زيدا لمضروب.
فإذا أسقطت اللام ، فإن كانت (إن) مع ما بعدها بتأويل المصدر فتحتها.
قال سيبويه : قد عرفت أمورك حتى أنك أحمق كأنه قال : حتى حمقك وقال : هذا قول الخليل فهذا ؛ لأن الحمق جاء بتأويل المصدر وقد مضى تفسير ذا.