مسائل من هذا الباب
تقول : وحياتي ثم حياتك لأفعلنّ. فـ (ثم) : بمنزلة الواو.
وتقول : والله ثم الله لأفعلن ، وبالله ثم الله لأفعلن.
وإن شئت قلت : والله لآتينك ثم الله لأضربنك ، وإن شئت قلت : والله لآتينك لأضربنك.
قال سيبويه : وهذه الواو بمنزلة الواو التي في قولك : مررت بزيد وعمرو خارج يعني أن الواو في قولك : وعمرو خارج عطفت جملة على جملة كأنك قلت : بالله لآتينك الله لأضربنك ، مبتدأ ثم عطفت هذا الكلام على هذا الكلام فإذا لم تقطع جررت قلت : وإلا لآتينك ثم والله لأضربنك صارت بمنزلة قولك : مررت بزيد ثم بعمرو ، وإن قلت : والله لآتينك ثم لأضربنك الله لم يكن إلا النصب ؛ لأنه ضم الفعل إلى الفعل ثم جاء بالقسم على حدته.
وإذا قلت : والله لآتينك ثم الله فإنما أحد الاسمين مضموم إلى الآخر ، وإن كان قد أخر أحدهما ولا يجوز في هذا إلا الجر ؛ لأن الآخر معلق بالأول ؛ لأنه ليس بعده محلوف عليه.
قال سيبويه : ولو قال : وحقّك وحقّ زيد على وجه الغلط والنسيان جاز يريد بذلك أنه لا يجوز لغير كساه من عري وسقاه من العيمة فهذا بين أنها في هذا الموضع حرف لأنهم أجمعوا على أن (من) حرف وعن أيضا لفظة مشتركة للإسم والحرف.
قال أبو العباس : إذا قال قائل : على زيد نزلت وعن زيد أخذت فهما حرفان يعرف ذلك ضرورة لأنهما أوصلا الفعل إلى زيد كما تقول : بزيد مررت ، وفي الدار نزلت ، وإليك جئت ، فهذا مذهب الحروف ، وإذا قلت : جئت من عن يمينه فعن اسم ومعناها ناحية وبنيت لمضارعتها الحروف.
وأما الموضع الذي هي فيه اسم فوقلهم : من عن يمينك ؛ لأن (من) لا تعمل إلا في الأسماء.