ومررت بحية ذراع فإذا قلت : مررت بحية ذراع طولها رفعت (الذراع) وجعلت ما بعد (حية) مبتدأ وخبرا وكذلك مررت بثوب سبع طوله ومررت برجل مائة إبله.
__________________
والعهد : المنزل الذي لا يزالون إذا بعدوا عنه يرجعون إليه ، كأنهم تركوا النزول به ، وفارقوه فعفا ، يريد عفا منهم بعد عهدهم ، أي : بعد أن كانوا يعهدونه ، وقد بقي من آثارهم ومبارك إبلهم ما يستدل به على أنه ربعهم.
والدعس : شدة الوطء. وقال أبو نصر : هو تتابع الآثار. والجامل : اسم للجمع يقع على الذكور والإناث ، كالإبل ، وإن كان من لفظ الجمل.
وقوله : عفا غير نؤي الخ ، عفت آثار الدار ، وانمحت إلا نؤيا لا يستبان منها وأقطاعا من خوص المقل تمزقت لقدمها ، فتفرقت في الساحات وكثرت بترديد الرياح لها.
والنؤي : حاجز يمنع به السيل عن البيت والطفي واحدتها طفية. ومعنى عفا : درس. وعفت في المعاقل :كثرت. وهذا من الأضداد ، يقال : عفا المكان ، إذا درس ، عفاء وعفوا ، وعفته الرياح عفاء وعفوا. وعفا الشيء عفوا : كثر ، وعفوته أنا. والمعاقل : جمع المعقل ، وهو هاهنا المنزل الذي نزلوه وحفظوا ما لهم فيه. والعقل :الحفظ.
وقوله : وإن حديثا منك الخ ، ترك وصف الدار ودروسها وعطف إلى خطابها يغازلها. يقول : إن حلاوة حديثك لو تفضلت به حلاوة العسل مشوبا باللبن. والجنى أصله الثمر المجتنى ، فاستعاره. والعوذ : الحديثات النتاج ، واحدها عائذ.
ومطافل : جمع مطفل ، وهي التي معها طفلها. وإنما نكر قوله حديثا منك ، ليبين أن موقع كلامها منه على كل وجه ذلك الموقع. ودل بقوله : لو تبذلينه على تمنعها ، وتعذر ذلك من جهتها.
وقوله : مطافيل أبكار الخ ، مطافيل بدل من قوله عوذ مطافل ، وأشبع في الفاء للزومها فحدثت الياء.
والأبكار : التي وضعت بطنا واحدا ، لأن ذلك أول نتاجها ، فهي أبكار وأولادها أبكار ، ولبنها أطيب وأشهى ، فلذلك خصه وجعله مزاجا.
ويشاب صفة لألبان ، أي : مشوبة بماء متناه في الصفاء. وقيل في المفاصل إنها المواضع التي ينفصل فيها السهل من الجبل حيث يكون الرضراض ، فينقطع الماء به ويصفو إذا جرى فيه.
وهذا قول الأصمعي وأبي عمرو. واعترض عليه فقيل : هلا قال بماء من مياه المفاصل ، وماله يشبهه به ولا يجعله منه؟ فقيل : هذا كما يقال مثل فلان لا يفعل كذا ، والمراد أنه في نفسه لا يفعل ، لأنه أثبت له مثل ينتفي ذلك عنه. انظر خزانة الأدب ٣ / ٢٦٣.