إلا أنك أنت جعلته فاعلا وقولك : على بعض لا يجوز أن يقع موقع الحال لأنك لا تريد أنّ بعضهم مستقر على بعض ولا مطروح على بعض كما كان ذلك في المتاع.
قال سيبويه : لم ترد أن تقول : بعضهم على بعض في عون ولا أن أجسادهم بعضا على بعض وقولك : بعضهم في جميع هذه المسائل منصوب على البدل ، فإن قلت : حزنت قومك بعضهم أفضل من بعض كان الرفع حسنا ؛ لأن الآخر هو الأول ، وإن شئت نصبت على الحال يعني (أفضل) فقلت : حزنت قومك بعضهم أفضل من بعض كأنك قلت : حزنت بعض قومك فاضلين بعضهم.
قال سيبويه : إلا أن الأعرف والأكثر إذا كان الآخر هو الأول أن يبتدأ والنصب عربي جيد وتقول : ضرب عبد الله ظهره وبطنه ومطرنا سهلنا وجبلنا ومطرنا السهل والجبل وجميع هذا لك فيه البدل ولك أن يكون تأكيدا كأجمعين لأنك إذا قلت : ضرب زيد الظهر والبطن فالظهر والبطن هما جماعة زيد ، وإذا قلت : (مطرنا) فإنما تعني : مطرت بلادنا والبلاد يجمعها السهل والجبل.
قال سيبويه : وإن شئت نصبت فقلت ضرب زيد الظهر والبطن ومطرنا السهل والجبل وضرب زيد ظهره وبطنه والمعنى : حرف الجر.
وهو (في) ولكنهم حذفوه قال : وأجازوا هذا كما أجازوا دخلت البيت وإنما معناه :دخلت في البيت والعامل فيه الفعل وليس انتصابه هنا انتصاب الظروف قال : ولم يجيزوا حذف حرف الجر في غير السهل والجبل والمظهر والبطن نظير هذا في حذف حرف الجر نبئت زيدا تريد : عن زيد وزعم الخليل : أنهم يقولون مطرنا الزرع والضرع ، وإن شئت رفعت على البدل على أن تصيره بمنزلة أجمعين توكيدا.
قال سيبويه : إن قلت : ضرب زيد اليد والرجل جاز أن يكون بدلا وأن يكون توكيدا ، وإن نصبته لم يحسن والبدل كما قال جائز حسن والتوكيد عندي يقبح إذا لم يكن الاسم المؤكد هو المؤكد واليد والرجل ليستا جماعة زيد وهو في السهل والجبل عندي يحسن ؛ لأن السهل