باب أخوات (الذي)
وهي (ما (١) ومن وأي) مضاف ومفرد يكنّ استفهاما وجزاء وخبرا بمنزلة (الذي) فإذا كن استفهاما أو جزاء لم يحتجن إلى صلات وكن أسماء على حدتهن تامات نحو : (من أبوك) وما مالك وأي أبوك والجزاء نحو : (من يأتنا نأته) وأي يذهب تذهب معه وأيا تأكل آكل وقد يكن بمنزلة (الذي) فإذا كن كذلك وصلن بما وصل به (الذي) بالابتداء والخبر وبالظروف وبالفعل وما يعمل فيه نحو : (اضرب من في الدار واضرب من أبوه منطلق) وكل ما أكل زيد تريد : (ما أكله زيد) وتحذف الهاء من الصلة كما تحذفها من صلة (الذي) لطول الاسم وقد توصل (أي) بالابتداء والخبر وقد يحذف المبتدأ من اللفظ ويؤتي بالخبر فإذا كانت كذلك وكانت مضافة بنيت على الضمة في كل أحوالها كقولك : اضرب أيهم أفضل واضرب أيهم قائم ومثل ذلك قراءة الناس : (ثمّ لننزعنّ من كل شيعة أيّهم أشدّ) (٢) لأنك لو وضعت (الذي) هاهنا كان قبيحا إنما تقول : (الذي هو قائم) ، فإن قلت : (الذي قائم) كان قبيحا ، فإن قلت :اضرب أيهم في الدار واضرب أيهم هو قائم واضرب أيهم يأتيك نصبت لأنك لو وضعت
__________________
(١) ما الموصولة : وتستعمل فيما لا يعقل نحو : (ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ) (الآية : ٩٦ سورة النحل) ، وقد تكون له مع العاقل نحو (سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) (الآية : ١ سورة الصف) ومنه (إِنَّما صَنَعُوا كَيْدُ ساحِرٍ) ومنه (إنما توعدون لآت) وفي كليهما : إنّ الذي صنعوا ، وإن الذي توعدون. وتكون لأنواع من يعقل نحو : (فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ) (الآية : ٣ سورة النساء) وتكون للمبهم أمره ، كقولك حين ترى شبحا من بعد" انظر إلى ما ظهر".
وإن جعلت الصّفة في موضع الموصوف على ما يعقل ، ومن كلام العرب : " سبحضان ما سبّح الرعد بحمده" ، وقال تعالى : (وَالسَّماءِ وَما بَناها) (الآية : ٥ سورة الشمس). انظر معجم القواعد ٢٥ / ٥.
(٢) في حالة أن تضاف ويحذف صدر الصلة نحو يعجبني أيهم قائم ففي هذه الحالة تبنى على الضم فتقول يعجبني أيهم قائم ورأيت أيهم قائم ومررت بأيهم قائم وعليه قوله تعالى (ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا) وقول الشاعر
إذا ما لقيت بني مالك |
|
فسلم على أيهم أفضل |
انظر شرح ابن عقيل ١ / ١٦٢.