أي : إلا أن نموت فنعذرا فكل موضع وقعت فيه أو يصلح فيه إلا أن وحتى فالفعل منصوب ، فإن جاء فعل لا يصلح هذا فيه رفعت ، وذلك نحو قولك أتجلس أو تقوم يا فتى والمعنى : أيكون منك أحد هذين وهل تكلمنا أو تنبسط إلينا لا معنى للنصب هنا وقال الله عز وجل : (هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ ٧٢ أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ) [الشعراء] فهذا مرفوع لا يجوز فيه النصب ؛ لأن هذا موضع لا يصلح فيه (إلّا أن).
الأفعال المجزومة :
الحروف التي تجزم خمسة : (لم ولمّا ولا في النهي ، واللام في الأمر ، وإن التي للجزاء) وهذه الحروف تنقسم قسمين : فأربعة منها لا يقع موقعها غيرها ولا تحذف من الكلام إذا أريدت وهي لم ولمّا ولا في النهي ولام الأمر والقسم الآخر حرف الجزاء قد يحذف ويقع موقعه غيره من الأسماء وحذف حرف الجزاء على ضربين : ضرب يقوم مقامه اسم يجازى به وضرب يحذف البتة ويكون في الكلام دليل عليه والأسماء التي يجازى بها على ضربين : اسم غير ظرف واسم ظرف وهو نحو : ما ومن وأي وأين ومتى وحيثما ومتهما وإذ ما.
شرح القسم الأول وهو الأحرف الأربعة : (لم ولمّا ولا في النهي ، ولام الأمر) أما لم فتدخل على الأفعال المضارعة واللفظ لفظ المضارع والمعنى معنى الماضي تقول : لم يقم زيد أمس ولم يقعد خالد ، وأما (لمّا) لم ضمت إليها (ما) وبنيت معها فغيرت حالها كما غيرت لو (ما) ونحوها ألا ترى أنك تقول : لمّا ولا يتبعها شيء ولا تقول ذلك في (لم) وجواب (لمّا) قد فعل يقول القائل : لمّا يفعل فيقول : قد فعل ويقول أيضا للأمر الذي قد وقع لوقوع غيره وتقول : لما جئت جئت فيصير ظرفا ، وأما (لا في
__________________
فقلت له لا تبك عينك ... البيت
والقوافي منصوبة ، فالتمثيل على ما ذكرت لك ، والمعنى على إلا أن نموت فنعذرا. ولو رفعت لكان عربيا جيدا على وجهين : على أن تشرك بين الأول والآخر ، وعلى أن يكون مبتدأ مقطوعا من الأول ، يعني أو نحن ممن يموت. انظر خزانة الأدب ٣ / ٢٦٩.