الوقف على القوافي
العرب إذا ترنمت في الإنشاد ألحقت الألف والياء والواو فيما ينون ولا ينون لأنهم أرادوا مدّ الصوت فإذا لم يترنموا فالوقف على ثلاثة أوجه : أما أهل الحجاز فيدعون هذه القوافي ما نون منها وما لم ينون على حالها في الترنم ليفرقوا بينه وبين الكلام فيقولون :
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزلي (١)
وفي النصب :
فبتنا نصد الوحش عنّا كأنمّا |
|
قتيلان لم يعلم لنا النّاس مصرعا (٢) |
__________________
(١) أورد سيبويه المصراع الأول في باب وجوه القوافي في الإنشاد من أواخر كتابه ، قال : أما إذا ترنّموا فإنهم يلحقون الألف والياء والواو ، ما ينوّن ، وما لا ينوّن ، لأنهم أرادوا مدّ الصوت ، وذلك كقول امرىء القيس : قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزلي البيت. انظر خزانة الأدب ٤ / ٩٨.
(٢) هو من من قصيدة لامرئ القيس ، ورأينا أن نقتصر عليها ، وهي :
بعثت إليها والنجوم خواضع |
|
حذارا عليها أن تقوم فتسمعا |
فجاءت قطوف المشي هائية السرى |
|
يدافع ركناها كواعب أربعا |
يزجنيها مشي النزيف وقد جرى |
|
صباب الكرى في مخها فتقطعا |
تقول وقد جردتها من ثيابها |
|
كما رعت مكحول المدامع أتلعا |
وجدك لو شيء أتانا رسوله |
|
سواك ولكن لم نجد لك مدفعا |
إذن لرددناه ولو طال مكثه |
|
لدينا ولكنا بحبك ولعا |
فبتنا نصد الوحش عنا كأننا |
|
قتيلان لم يعلم لنا الناس مصرعا |
إذا أخذتها هزة الروع أمسكت |
|
بمنكب مقدام على الهول أروعا |
قوله : بعثت إليها ... إلخ ، قال شارح ديوانه خواضع حائلة للمغيب من آخر الليل حذارا عليها أن تقوم في سمع ولدها صوتها وقوله : فجاءت قطوف ... إلخ هذا البيت ساقط من رواية ديوانه ، وفاعل جاءت ضمير المرأة ، وقطوف بالنصب حال منه.
والقطف : ضيق المشي ، كمشي المقيد ، والفعل من باب ضرب. وكذلك : هائية السرى حال. وركناها :جانباها. والكواعب : جمع الكاعب ، وهي الجارية حين يبدو ثديها للنهود.