باب (من) و (أي) إذا كنت مستفهما عن نكرة
إذا قال القائل : رأيت رجلا قلت : منا ، وإذا قال هذا رجل قلت : منو ، وإن قال : رأيت رجلين قلت : منين ، وإن قال : (هذان رجلان) قلت : منان (١) وفي الجميع منون ومنين وللمؤنث : منه ومنت مثل : بنت وابنة ومنتان ومنات.
وزعم الخليل : أنّ هذا الباب في (مأ) إذا وصلت قلت : من يا فتى وإنما يصلح هذا في الوقف فقط.
قال سيبويه : وحدثنا يونس : أن ناسا يقولون : منا ومنى ومنو واحدا كان أو اثنين أو جماعة ، وإذا قال : رأيت امرأة ورجلا قلت : من ومنا لأنك تقول : من يا فتى في الصلة للمؤنث ، وإن بدأت بالمذكر قلت : من ومنه قال : فإذا قال : (رأيت عبد الله) فلا تقل : منا لا يصلح ذلك في شيء من المعرفة.
قال سيبويه : وسمعنا من العرب من يقال له : ذهب معهم فيقول : مع منين وقد رأيته فيقول : منا ، وذلك أنه سأله على أن الذين ذكر ليسوا عنده ممن يعرفهم بأعيانهم والعرب تختلف في الاسم المعروف فأهل الحجاز إذا قال الرجل : (رأيت زيدا) قال : (من زيدا) يحكون نصب أو رفع أو جر ، وأما بنو تميم فيرفعون على كل حال وإنما يكون هذا في الاسم الغالب فإذا قال : (رأيت أخا زيد) لم يجز : (من أخا زيد) إلا قول من قال : (دعنا من تمرتان) وليس بقرشيا والواجب الرفع وقال يونس : إذا قال رجل : رأيت زيدا وعمرا أو زيدا وأخاه أو زيدا أخا عمرو فالرفع يرده إلى القياس والأصل إذا جاوز الواحد كما ترد : ما زيد إلا منطلق إلى
__________________
(١) تثنّى" من" الاستفهامية ، وذلك إذا كنت مستفهما عن نكرة ، تقول : " رأيت رجلين" فتقول : منين؟ كما تقول : أيّين؟ وأتاني رجلان ، فتقول : منان؟ ، وأتاني رجال فتقول : منون؟ ، وإذا قلت : رأيت رجالا ، فتقول :منين؟ كما تقول : أيّين. ، وإذا قال : رأيت امرأة ، قلت : منه؟ كما تقول : أيّة ، وإن قال : رأيت امرأتين ، قلت :منين؟ كما قلت : أيّتين ، ، فإن قال : رأيت نساء ، قلت : منات؟ كما قلت : أيّات. إلّا أنّ الواحد يخالف أيّا في موضع الجرّ والرّفع ، وذلك قولك" أتاني رجل" فتقول : منو؟ وتقول : مررت برجل ، فتقول : مني؟. انظر معجم القواعد ٢٥ / ١٠٠.