ذكر الهمزة وتخفيفه
الهمزة لا تخلو من أن تكون ساكنة أو متحركة ، فالساكنة لها ثلاث جهات : إما أن يكون قبلها فتحة أو كسرة أو ضمة.
فإن كان قبلها فتحة أبدلت ألفا ، وذلك في راس راس وفي يأس ياس وفي قرأت قرات ، وإن كان قبلها كسرة أبدلت ياء ، وذلك قولهم : في الذئب الذيب (١) وفي المئرة الميرة ، وإن كان قبلها ضمة أبدلتها واوا ، وذلك قولك في البؤس البوس والمؤمن المومن وإنما يبدل مكان كل همزة ساكنة الحرف الذي منه حركة ما قبلها ؛ لأنه ليس شيء أقرب منه فالفتحة من الألف والضمة من الواو والكسرة من الياء والهمزة المتحركة لا تخلو من أن يكون ما قبلها ساكنا أو متحركا فالهمزة المتحركة التي قبلها ساكن تكون على ضربين :
١ ـ همزة قبلها حرف مد وهو واو قبلها ضمة أو ياء قبلها كسرة أو ألف زيد للمد.
٢ ـ والضرب الآخر : همزة قبلها حرف غير مد فالضرب الأول : الهمزة المتحركة التي قبلها مدّة فهي تبدل إذا كان قبلها واوا أو ياء ، وذلك في قولك مقروءة مقروة ومقروّ فاعلم وأبدلت الهمزة واوا وإنما فعلت ذاك ؛ لأن الواو زائدة وقبلها ضمة وهي على وزن مفعولة ومفعول ، وإذا كان قبل الهمزة ياء ساكنة قبلها كسرة وهي زائدة أبدلت الهمزة ياء تقول في : خطيئة خطيّة ، وفي النسيء النسيّ يا هذا ، وفي أفيئس تصغير أفأس أفيّس ، وفي سويئل وهو تصغير سائل سويل ، فياء التصغير بمنزلة ياء خطية.
__________________
(١) الهمزة الساكنة إن كان كا قبلها متحركا : تكتب الهمزة السّاكنة وقبلها متحرّك على حرف من جنس الحركة التي قبلها ، ، فإن كان ما قبلها مفتوحا كتبت على" ألف" نحو" رأس" و" بأس" و" كأس" ، وإن كان ما قبلها مكسورا كتبت على" ياء" (عنما قلت على ياء ، ولم أقل على نبرة كما هو اصطلاح المتأخّرين ، لأنها تسهّل إلى ياء والحجازيّون وهم أفصح العرب وأكثر السّلف يسهّلون هذا النوع من الهمزات إلى الحروف التي تحتها فيقولون مثلا" ذيب" و" بير" و" يومن" و" كاس" ، ، فإن لم تقل توضع الهمزة على ياء وعلى ألف وعلى واو ضاع التّسهيل ، وأضعنا نطفا فصيحا) ، نحو"" ذئب" و" بئر" وشئت" و" جئت" ، وإن كان ما قبلها مضموما كتبت على" واو" نحو" مؤمن" و" يؤمن" و" بؤس". انظر معجم القواعد ٣٠ / ٤.