باب ذكر الهمزة المتحركة
لا تخلو الهمزة المتحركة من إحدى ثلاث جهات من الضم أو الكسر أو الفتح وكل همزة متحركة وقبلها حرف متحرك فتخفيفها أن تجعلها (بين بين) إلا أن تكون مفتوحة قبلها ضمة أو كسرة فإنك تبدلها وإنما صار ذلك كذلك ؛ لأن الهمزة لو خففتها وقبلها ضمة أو كسرة لنحوت بها نحو الألف والألف لا يكون ما قبلها إلا مفتوحا ، وذلك محال فأما ما تجعل من ذلك (بين بين) فنحو : سأل وسيئم وقد قرأه وكل همزة متحركة قبلها حرف متحرك فهذا حكمها أن تجعلها (بين بين) إلا ما استثنيته من الهمزة المفتوحة التي قبلها ضمة أو كسرة ، فإن كانت وقبلها فتحة جعلت بين بين بين الألف والهمزة ، وإن كان قبلها ضمة أبدلتها واوا ، وإن كان قبلها كسرة أبدلتها ياء فتقول في التخفيف في التؤدة التودة فيجعلونها واوا خالصة ونريد أن نقريك في نقرئك وفي المئر المير ياء خالصة وتقول في المتصل من غلام يبيك وهذا غلام وبيك ، وإن كانت الهمزة مكسورة وقبلها فتح صارت بين الهمزة والياء ، وذلك في يئس ييس وفي سئم سيم (وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ) [إبراهيم : ٣٥].
وإن كانت مضمومة وقبلها فتحة صارت بين الهمزة والواو ، وذلك قولك : ضربت أختك ، وإن كانت مضمومة وقبلها ضمة جعلت بين بين ، وذلك : هذا درهم أختك ، وإن كانت مضمومة وقبلها كسرة جعلت بين بين ، وذلك من عند أختك وقال سيبويه : وهو قول العرب والخليل.