باب المذكر والمؤنث
التأنيث يكون على ضربين : بعلامة وغير علامة ، فعلامة التأنيث في الأسماء تكون على لفظين : فأحد اللفظين التاء تبدل منها في الوقف هاء في الواحدة والآخر الألف ، أما الهاء فتأتي على سبعة أضرب :
الأول : دخولها على نعت يجري على فعله ، وذلك قولك : في قائم ومفطر وكريم ومنطلق إذا أردت تأنيث قائمة وقاعدة ومفطرة وما لم يسم فهذا بابه وجميع هذا نعت لا محالة وهو مأخوذ من الفعل.
الثاني : دخولها فرقا بين الاسم المذكر والمؤنث الحقيقي الذي لأنثاه ذكر ، وذلك قولهم :امرؤ وامرأة ومرء ومرأة ويقولون رجل وللأنثى رجلة قال الشاعر :
ولم يبالوا حرمة الرّجلة ...
والثالث : دخولها فرقا بين الجنس والواحد منه نحو قولك : تمر وتمرة ، وبسر وبسرة وشعير وشعيرة وبقر وبقرة فحق هذا إذا أخرجوا منه الهاء أن يجوز فيه التأنيث والذكير فتقول هو التّمر وهو البسر وهو العنب وكذلك ما كان في منهاجه ولك أن تقول : هي التمر وهي الشعير وكذلك ما كان مثلها قال الله عز وجل : (كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ) [الحاقة : ٧] فالتذكير على معنى الجمع والتأنيث على معنى الجماعة ومن هذا الباب جراد وجرادة وإنما هو واحد من الجنس ليس جراد بذكر جرادة.
واعلم أن هذا الباب مؤنثه لا يكون له مذكر من لفظه ؛ لأنه لو كان كذلك لالتبس الواحد المذكر بالجمع وجملتها أنها مخلوقات على هيئة واحدة فأما حيّة فإنما منعهم أن يقولوا في الجنس (حيّ) ؛ لأنه في الأصل نعت حي يقع لكل مذكر من الحيوان ثم تنفصل أجناسها لضروب.
الرابع : ما دخلته الهاء وهو مفرد لا هو من جنس ولا له ذكر وذلك : بلدة ومدينة وقرية غرفة.