مسائل من سائر أبواب إعراب الفعل
تقول : انتظر حتى إن يقسم شيء تأخذ تجزم (تأخذ) ؛ لأنه جواب لقولك : إن يقسم وانتظر حتى إن قسم شيء تأخذ تنصب (تأخذ) إن شئت على حتّى تأخذ إن قسم ، وإن شئت جزمت (تأخذ) فجعلته جوابا لقولك : إن قسم هذا قول الأخفش وقبيح أن تفصل بين حتى وبين المنصوب قال : ومما يدلّك على أنه يكون جوابا ولا يحمل على (حتى) أنك تقول : حتى إن قسم شيء أخذته يعني أنه معلق بالجواب فلا يرجع إلى (حتى) ألا ترى أنك لا تقول : حتى أخذت إن قسم شيء وتقول : اجلس حتى إن يقل شيئا فتسمعه تجبنا جزم كله ولا يجوز أن تنصب (تجبنا) على حتى ؛ لأن قولك : إن تفعل مجزوم في اللفظ فلا بد من أن يكون جوابه مجزوما في اللفظ وتقول : أقم حتّى تأكل معنا وأقم حتى أيانا يخرج تخرج معه فأيّ مبتدأ لأنها للمجازاة وحتى معلقة وكذلك اجلس حتى إن يخرج تخرج معه وانتظر حتى من يذهب تذهب معه (فمن) في موضع رفع واجلس حتى (أيا) يأخذ تأخذ معه (أيا) منصوبة (بتأخذ) وتقول : أقم حتى أي القوم تعط يعطك تعمل في (أي) ما بعدها ولا تعمل فيها ما قبلها وتقول : اجلس حتى غلام من تلقّ تكرّم تنصب الغلام (بتعلق) واجلس حتى غلام من تلقه تكرم ترفع الغلام على الابتداء ولو أن (حتّى) تكون معلقة في شيء ما جاز دخولها هاهنا ؛ لأن حرف الجزاء إذا دخل عليه عامل أزاله عن حرف الجزاء ألا ترى أنك تقول : من يزرنا نزره فيكون مرفوعا بالابتداء وتكون للجزاء ، وذلك ؛ لأن حال الابتداء كحال (إن) التي للجزاء والشرط نظير المبتدأ والجواب نظير الخبر.
قال الأخفش : ومما يقوي (من) إذا كانت مبتدأة على الجزاء أن (إن) التي للجزاء تقع موقعها ولو أدخلت إنّ المشددة على (من) لقلت : إنّ من يزرونا نزوره ؛ لأن المجازاة لا تقع ها هنا ، فإن قلت : فلم لا تعمل إنّ في (من) وتدعها للمجازاة كما أعملت إنّ الابتداء فلأن (إن) التي للمجازة لا تقع هاهنا ؛ لأن إنّ المشددة توجب بها والمجازاة أمر مبهم يعني أنه لا تقع (إن) التي للمجازاة بعد (أنّ) الناصبة والمجازاة ليس بشيء مخصوص إنما هو للعامة ، وإن