باب ما لفظ به مثنى كما لفظ بالجمع
وهو أن يكون كلّ واحد بعض شيء مفرد من صاحبه كقولك : ما أحسن رؤوسهما وزعم يونس أنّهم يقولون : غلمانهما وإنّما هما اثنان.
وزعم أيضا أنّهم يقولون : ضربت رأسيهما وأنه سمع ذلك من رؤبة والباب ما جاء في القرآن قال الله عزّ وجلّ : (إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما)(١) [التحريم : ٤]. (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما) [المائدة : ٣٨].
باب ما كان من الأعجمية على أربعة أحرف وقد أعرب
جمع هذا الضرب على مثال مفاعل وزعم الخليل : أنهم يلحقون جمعه الهاء إلّا قليلا : كموزج وموازجة وطيلسان وطيالسة وقد قالوا : جوارب وكيالج وقد أدخلوا الهاء أيضا.
وكذلك إذا كسرت الاسم وأنت تريد : آل فلان أو جماعة الحي كالمسامعة والمناذرة والمهالبة وقد قالوا : دياسم وهنّ ولد الذئب من الضبع.
وقالوا : ولد الكلب من الذئبة وقالوا : البرابرة والسيابجة فاجتمع فيهما الأعجمية والإضافة.
__________________
(١) قوله تعالى (إِنْ تَتُوبا) جواب الشرط محذوف تقديره فذلك واجب عليكما أو يتب الله عليكما ودل على المحذوف فقد صغت لأن اصغاء القلب إلى ذلك ذنب.
قوله تعالى : (قُلُوبُكُما) إنما جمع وهما اثنان لأن لكل انسان قلبا وما ليس في الانسان منه الا واحد جاز أن يجعل الاثنان فيه بلفظ الجمع وجاز أن يجعل بلفظ التثنية وقيل وجهه أن التثنية جمع. [التبيان في إعراب القرأن ٢ / ١٤٩]