ذكر النّسب (١)
وهو أن يضيف الاسم إلى رجل أو بلد أو حيّ أو قبيلة ويكون جميع ما ينسب إليه على لفظ الواحد المذكر ، فإن نسبت شيئا من الأسماء إلى واحد من هذه زدت في آخره ياءين الأولى منهما ساكنة مدغمة في الأخرى وكسرت لها ما قبلها هذا أصل النسب إلّا أن تخرج الكلمة إلى ما يستثقلون من اجتماع الكسرات والياءات وحروف العلل وقد عدلت العرب أسماء عن ألفاظها في النسب وغيرتها وأخذت سماعا منهم فتلك تقال كما قالوها. ولا يقاس عليها.
وهذه الأسماء تنقسم في النسب على خمسة أقسام : اسم نسب إليه فسلم بناؤه ولم تغير فيه حركة ولا حرف ولا حذف منه شيء واسم غيّر من بنائه حركة فجعل المكسور منه مفتوحا واسم قلب فيه الحرف الذي قبل ياءي النّسب وأبدل. واسم حذف منه. واسم محذوف قبل النسب. فمنها ما يردّ إلى أصله ومنها ما يترك على حذفه.
الأول : اسم نسب إليه فسلم بناؤه ولم يغير فيه حركة ولا حرف ولا حذف منه شيء.
وذلك نحو قولك : هاشمّي وبكريّ وزيديّ وسعديّ وتميميّ وقيسيّ ومصريّ فجميع هذه قد سلم منها بناء الاسم وزدت عليه ياءي الإضافة وكسرت للياء ما قبلها وعلى هذا يجري القياس طال الاسم أو قصر.
__________________
(١) نسبته إلى أبيه نسبا من باب طلب عزوته إليه وانتسب إليه اعتزى والاسم النّسبة بالكسر فتجمع على نسب مثل سدرة وسدر وقد تضمّ فتجمع مثل غرفة وغرف قال ابن السّكّيت يكون من قبل الأب ومن قبل الأمّ ويقال نسبه في تميم أي هو منهم والجمع أنساب مثل سبب وأسباب وهو نسيبه أي قريبه وينسب إلى ما يوضّح ويميّز من أب وأمّ وحيّ وقبيل وبلد وصناعة وغير ذلك فتأتي بالياء فيقال مكّيّ وعلويّ وتركيّ وما أشبه ذلك فإن كان في النّسبة لفظ عامّ وخاصّ فالوجه تقديم العامّ على الخاصّ فيقال القرشيّ الهاشميّ لأنّه لو قدّم الخاصّ لأفاد معنى العامّ فلا يبقى له في الكلام فائدة إلّا التّوكيد.
وفي تقديمه يكون للتّأسيس وهو أولى من التّأكيد والأنسب تقديم القبيلة على البلد فيقال القرشيّ المكّيّ لأنّ النّسبة إلى الأب صفة ذاتيّة ولا كذلك النّسبة إلى البلد فكان الذّاتيّ أولى وقيل لأنّ العرب إنّما كانت تنتسب إلى القبائل ولكن لمّا سكنت الأرياف والمدن استعارت من العجم والنّبط الانتساب إلى البلدان فكان عرفا طارئا والأوّل هو الأصل عندهم. [المصباح المنير : ٩ / ٢٦٢].