باب ذكر المصادر التي تضارع الأسماء
التي ليست بمصادر وحقّها الوصف من هذه الأفعال التي تقدم ذكرها وجاءت على ضربين : أحدهما ما فيه علامة للتأنيث والضرب الثاني لا علامة فيه للتأنيث ويجمع هذه المصادر كلّها أنّها جاءت غير جارية على فعل وأنّ ما وقع منها صفة خالصة فعلى غير لفظ الصفة والمؤنث ينقسم قسمين :
أحدهما : حرف التأنيث فيه ألف والآخر هاء.
القسم الأول : ما جاء من المصادر فيه ألف التأنيث.
وذلك قولهم : رجعته رجعى وبشرته بشرى وذكّرته ذكرى واشتكيت شكوى وأفتيته فتيا وأعداه عدوى والبقيا أمّا الحذيا فالعطية والسّقيا ما سقيت والدّعوى ما ادعيت وقال بعضهم : اللهمّ : أشركنا في دعوى المسلمين وقالوا : الكبرياء.
الفعل رميّا وحجّيزى وحثّيثى وقالوا : الهجّيرى وهو كثرة القول بالشيء والكلام به.
وقال الأخفش : الأهجيرى وهو كثرة كلامه بالشيء يردده.
القسم الثاني على ضربين :
أحدهما (فعلة) يراد بها ضرب من الفعل (فعلة) يراد بها المرة ، وذلك الطعمة وقثلة سوء وبئست الميتة إنّما تريد : الضرب الذي أصابه من القتل وكذلك : الرّكبة والجلسة وقد تجيء الفعلة لا يراد بها هذا نحو الشّدة والشّعرة والدّرية وقد قالوا : الدّرية وقالوا : ليت شعري فحذفوا كما قالوا : ذهبت بعذرتها وهو أبو عذرها وهو بزنته أي بقدره والعدة والضّعة والقحة لا تريد شيئا من هذا ، وأما المرة الواحدة من الفعل فهي فعلة نحو ضربة وقومة وقالوا أتيته إتيانه ولقيته لقاءة وهو قليل وقالوا : غزاة فأرادوا عملة واحدة وحجة عمل سنة وقالوا : قتمة وسهكة وخمطة اسم لبعض الريح كالبنّة والشّهدة والعسلة ولم يرد فعل فعلة.