هذا باب الإمالة
معنى الإمالة (١) : أن تميل الألف نحو الياء والفتحة نحو الكسرة والأسباب التي يمال لها ستة : أن يكون قبل الحرف أو بعده ياء أو كسرة أو يكون منقلبا أو مشبها للمنقلب أو يكون الحرف الذي قبل الألف قد يكسر في حال أو إمالة لإمالة وهذه الإمالة تجوز ما لم يمنع من ذلك الحروف المستعلية أو الراء إذا لم تكن مكسورة.
الأول : ما أميل من أجل الياء ، وذلك شيبان وقيس عيلان وغيلان وكيّال وبيّاع وأهل الحجاز لا يميلون هذا ويقولون : شوك السّيال والضّياح أميل حرف متحرك متحرك قزحا قزحا وعذافر تنوين.
الثاني : ما أميل من أجل كسرة قبله أو بعده فأما ما أميل للكسرة قبل ، فإذا كان بين أول الحرف من الكلمة وبين الألف حرف متحرك والأول مكسور أملت الألف وكذلك إن كان بينه وبين الألف حرفان الأول ساكن وذلك : سربال وشملال ودرهمان ورأيت قزحا وعمادا وكلابا وجميع هذا لا يميله أهل الحجاز ويقولون : لزيد مال يشبهون المنفصل بالمتصل فأمّا ما أميل للكسرة بعد فنحو : عابد وعالم ومساجد ومفاتيح وعذافر فإذا كان ما بعد الألف مضموما أو مفتوحا لم تكن إمالة نحو : آجر وتابل وكذلك إذا كان الحرف الذي قبل الألف مفتوحا أو مضموما نحو : رباب وجماد والبلبال والخطّاف.
الثالث : ما انقلب من ياء يمال ؛ لأنه من ياء نحو : ناب ورجل مال وباع ، وإذا جاوزت الأسماء أربعة أحرف أو جاوزت من بنات الواو فالإمالة مستتبة لأنّها مواضع تصير فيه ياءات وجميع هذا لا يميله ناس كثير من بني تميم وكلّ ألف زائدة للتأنيث أو لغيره فحكمها حكم الألف إذا كانت رابعة فصاعدا لأنّها تقلب ياء في التثنية ، وذلك نحو : حبلى ومعزى وناس كثيرون لا يميلون.
__________________
(١) قال الجرجاني : الإمالة : أن تنحي بالفتحة نحو الكسرة.