ما جاء على حرفين
من الأسماء : يد ودم ودد وسه ومن الأفعال : خذ وكل ومر وبعضهم يقول : أوكل كما أنّ بعضهم يقول في (غد) : غدو وما لحقته الهاء من الأسماء نحو : ثبة ولثة وشية ورئة وعدة.
ولا يكون شيء على حرفين صفة من حيث قل في الاسم.
ومن الحروف : أم وأو وهل للإستفهام ولم نفي فعل ولن : نفي سيفعل ، وإن للجزاء وتكون لغوا في (ما إن تفعل) وتكون كافة (لما) في لغة أهل الحجاز كما تكف (إنّ) الثقيلة وتجعلها من حروف الابتداء وما : نفي هو يفعل إذا كان في الحال وتكون (كليس) وتوكيدا لغوا وقد يغير الحرف عن عمله نحو : إنّما وكأنّما ولعلّما جعلتهنّ بمنزلة حروف الابتداء ومن ذلك حيثما صارت بمجيئها بمنزلة (إن) فهي مغيرة في الموضعين إلّا أنّها تكفّ العامل عن عمله ويعمل ما كان لا يعمل قبل مجيئها وتكون (إن) كما في معنى ليس (ولا) تكون كما في التوكيد واللغو (لئلّا يعلم أهل الكتاب) أي : لأن يعلم ونفي لقوله : يفعل ولم يقع الفعل.
وقد تغير الشيء عن حاله كما تفعل (ما) ، وذلك قولك : (لو لا) صارت لو في معنى آخر وهلّا صيّرتها في معنى آخر وتكون ضدّا لنعم وبلى و (أن) تكون بمنزلة لام القسم في قولك :
والله أن لو فعلت وتوكيدا في (لمّا) أن فعل وقد تلغى (إن) مع (ما) إذا كانت اسما وكانت حينا قال الشاعر :
ورجّ الفتى للخير ما إن رأيته |
|
عن السّن خيرا لا يزال يزيد (١) |
(كي) جواب لقوله : لمه (بل) لترك شيء من الكلام وأخذ في غيره.
(قد) جواب لقوله : لمّا يفعل.
__________________
(١) زاد إن بعد ما المصدرية ، وليست بنافية ، تشبيها لها بما النافية.
ألا ترى أن المعنى : ورج الفتى للخير مدة رؤيتك إياه ، لا يزال يزيد خيرا على السن. لكن لما كان لفظها كلفظ ما النافية زادها بعدها ، كما تزاد بعد ما النافية ، في نحو قولك : ما إن قام زيد. انظر خزانة الأدب ٣ / ٢٤٠.