ذكر التصريف
هذا الحدّ إنّما سمي تصريفا (١) لتصريف الكلمة الواحدة بأبنية مختلفة وخصوا به ما عرض في أصول الكلام وذواتها من التغيير وهو ينقسم خمسة أقسام : زيادة وإبدال وحذف وتغيير بالحركة والسكون وإدغام وله حدّ يعرف به.
الأول : الزيادة :
والزيادة تكون على ثلاثة أضرب : زيادة لمعنى وزيادة لإلحاق بناء ببناء وزيادة فقط لا يراد بها شيء مما تقدم فأمّا ما زيد لمعنى فألف (فاعل) إذا قلت : ضارب وعالم ونحو حروف المضارعة في الفعل نحو الألف في أذهب والياء في يذهب والتاء في تذهب والنون في نذهب ، وأما زيادة الإلحاق فنحو : الواو في كوثر ألحقته ببناء جعفر ، وأما زيادة البناء فنحو : ألف حمار وواو عجوز وياء صحيفة.
والحروف التي تزاد عشرة : الهمزة والألف والياء والواو والهاء والميم والنون والتاء والسين واللام يجمعها في اللفظ قولك : اليوم تنساه.
الأول : الهمزة :
أمّا الهمزة فتزاد إذا كانت أول حرف في الاسم في ذوات الثلاثة فصاعدا بالزوائد في الاسم والفعل نحو : أفكل وأذهب وفي الوصل في ابن واضرب والهمزة إذا لحقت رابعة من أول الحرف فصاعدا فهي زائدة ، وإن لم يشتقّ منه ما تذهب فيه الزيادة ولا تجعله من نفس الحرف إلّا بثبت ، فإن سميته فأفكل وأيدع لم تصرفه وأنت لا تشتقّ منه ما تذهب فيه الألف وكذلك إن جاءت الهمزة مع غيرها من الزوائد في الكلمة فاحكم عليها بالزيادة نحو : اصليت وأرونان. ومحال أن تلحق رباعيّا أو خماسيّا ؛ لأن الزيادة لا تلحق ذوات الأربعة من أوائلها وهي من الخمسة أبعد فأما : أولق فالألف من نفس الحرف يدلّك على ذلك قولهم : ألق وإنّما
__________________
(١) قال الجرجاني : التصريف : تحويل الأصل الواحد إلى أمثلة مختلفة لمعان مقصودة لا تحصل إلا بها ، وعلم بأصول يعرف بها أحوال أبنية الكلمة التي ليست بإعراب.