فيذكرون الأصل ؛ لأنه عندهم مثل (ضرب) وإنّما كان الأصل (قوم) ثمّ قلبت الواو ألفا ساكنة ، وإذا قيل لهم : ما وزن يقول : قالوا : (يفعل) ؛ لأن الأصل (كان يقول) فحولت الحركة التي كانت في الواو إلى القاف ، وإذا قيل لهم : ما وزن مقول قالوا : مفول لإنّ الأصل : مقوول فحولت الضمة إلى القاف فاجتمع ساكنان فحذف أحدهما فهذا الذي قالوه صحيح وإنّما يريدون بذلك المحافظة على الأصول لتعلم وأنّ ما يغير من اللفظ فلعلة إلّا أنه يجب أن تمثل الكلمة المعتلة بما هي عليه من اللفظ كما يمثل الأصل فيقول : مثالها المسموع كذا : والأصل كذا كما قالوا في (رسل) فيمن خفف إنّ الأصل (فعل) ، وإن الذين خففوا قالوا : (فعل) فيجب على من أراد أن يمثل الكلمة من الفعل بما هي عليه ولم يقصد الأصل إذا قيل له : ما وزن (قال) بعد العلة قال (فعل) ، وإن قيل له : ما وزن قلت قال : فلت : فإن قيل : ما الأصل قال : فعلت قيل له : ما وزن قيل قال : فعل ، فإن أريد الأصل قال : فعل ، فإن قيل له : ما وزن مقول ، فإن كان ممن يقدر حذف واو مفعول وذاك مذهبه قال (مفعل).
وإن كان ممن يذهب إلى أنّ العين الذاهبة قال : مفول ، فإن سئل عن الأصل قال : مفعول وكذلك إذا سئل عن (يد) قال (فع) ، فإن سئل عن الأصل قال (فعل) كما بينا فيما تقدم ، وإن سئل عن (مذ) قال : (فل) ، فإن سئل عن الأصل قال : فعل ؛ لأن أصل (مذ) : منذ فالعين هي الساقطة وكذلك : (سه) إن قال : ما وزنها في النطق قلت : (فل).
فإن قال : ما الأصل قلت (فعل) كما ذكرنا ويلزم عندي من مثل قال : يفعل ومقول :بمفعول أن يمثل يكرم بيؤفعل فيذكر الأصل فأمّا (أمهات) فوزنها (فعلهات) يدلّك على ذلك أنّهم يقولون : أمّ وأمهات فيجيئون في الجمع بما لم يكن في الواحد.
وقد حكى الأخفش على جهة الشذوذ أنّ من العرب من يقول : (أمّهة) ، فإن كان هذا صحيحا فإنّه جعلها فعّلة وألحقها بجخدب ومن لم يعترف بجخدب ولم يثبت عنده أنّ في كلام العرب (فعللا) وجب عليه أن يقول (أمّهة) فعلهة كما قال : إنّ جندبا فنعل ولم يقل :فعلل ، وإذا قيل لك ما وزن (يغفر) ، فإن قال السائل ما أصله فقل : يفعل ولكن أتبعوا الضمّ الضمّ ، وإن كان سئل عن اللفظ فقل (يفعل) وكذلك (منتن) إن قال ما وزنه قلت : الأصل