ذلك فحذفوا فسألته عن تصغيرها فقال : العرب تقول أشيّاء فاعلم فيدعونها على لفظها فقلت : لم لاردت إلى واحدها كما ردت (شعراء) إلى واحدها فلم يأت بمقنع.
وقال : قال الخليل : أشياء مقلوبة كما قلبوا (قسيّ) وكان أصلها (قووس) ؛ لأن ثاني (قوس) واو فقدّم السين في الجمع وهم مما يغيرون الأكثر في كلامهم قال الشاعر :
مروان مروان أخو اليوم اليمي
يريد (اليوم) فأخّر الواو وقدم الميم ثم قلب الواو حيث صارت طرفا كما قال : (أدل) في جمع (دلو) ومما ألزم حذف الهمزة لكثرة استعمالهم (ملك) إنّما هو (ملأك) فلمّا جمعوه وردوه إلى أصله قالوا : ملائكة وملائك ، وقد قال الشاعر فردّ الواحد إلى أصله حين احتاج :
فلست لإنسيّ ولكن لملأك |
|
تنزّل من جوّ السّماء يصوب |
قال : ومن القلب : طأمن واطمأن قال : وأمّا : جذب وجبذ فليس واحد منهما مقلوبا عن صاحبه لأنّهما يتصرفان ، وأما (طأمن) فليس أحد يقول فيه (طمأن) ومما يسأل عنه (أوّل) إن قال قائل : هذه همزة أبدل منها واو واحتجّ بأنّه لم ير الفاء والعين من جنس واحد قيل له : قد قالوا : الدّدن وكوكب ويقال لمن اعترض بهذا أي : الواوين من أوّل تجعلها بدلا من الهمزة ، فإن قال : الأولى قيل له : لو كانت همزة لوجب أن تبدل الفاء كما قالوا : آمن ، وإن قال : الثانية قيل له : لو كانت الثانية همزة لوجب حذفها في التخفيف وكنت تقول : أوّل فعّل كما تقول في تخفيف (مؤلة) مولةّ ، فإن قال : ولم قالوا : أوائل ولم يقولوا : أواول قيل : هذا كان الأصل ولكنّهم تجنبوا اجتماع الواوين وبينهما ألف الجمع ومما يغيّر في الجمع الهمزتان إذا اكتنفتا الألف نحو : ذؤابة إذا جمعتها قلت : ذوائب وكان الأصل : (ذأآئب) ؛ لأن الألف التي في (ذؤابة) كالألف التي في (رسالة) حقّها أن تبدل منها همزة في الجمع ولكنّهم استثقلوا أن تقع ألف الجمع بين همزتين كما استثقلوا أن تقع بين واوين فأبدلوا الأولى التي هي أصل وتنكبوا إبدال الثانية التي هي بدل من حرف زائد الزوائد أصلها السكون وإنّما أبدلت لمّا أرادوا حركتها واضطرهم إلى ذلك الفرار من الجمع بين ساكنين وكان ملازمة الهمزة تدلّ على أنّ المبدل زائد