فإن بنيت مثل (جحمرش) من (رميت) فالأصل فيه أن تقول : رمييّ فتجتمع ثلاث ياءات والميم قبل الياء الأولى ساكنة وهذا لا مثل له.
قال الأخفش : من جمع هذه الياءات ، فإن أراد أن يدغم في قول من قال : قتّلوا فإنّه يقول :رميّ ياءان ويحذف الآخرة ؛ لأن الأولى قد سكنت قال : وما أرى إذا كانت الياء الأولى والثانية متحركتين إلّا أن تلقى ياء إذا كنّ فيه ثلاث ياءات متحركات ؛ لأن ياء متحركة أثقل من ياء ساكنة.
القسم الثاني : المسائل المبنية من الواو :
تقول في مثل : أغدودن من قلت : أقووّل تكرر العين وهي واو وتجعل واو افعوعل الزائدة بينهما وهي ساكنة فتدغمها في الواو التي بعدها وكان أبو الحسن الأخفش يقول : أقويّل فيقلب الواو الآخرة ياء ثم يقلب لها الواو التي تليها لأنّها ساكنة وبعدها ياء متحركة ويقول : أكره الجمع بين ثلاث واوات ، وإذا قلت (فعل) من هذا قلت : (أبيويع وأقوول) فلم تدغم ؛ لأن الواو مدة فهي بمنزلة الألف ويقول أبو الحسن : اقووول فلا يقلب ويقول :صارت الوسطى مدة بمنزلة الألف فلا يلزمه تغيير لذلك ويشبه ذلك (بفوعل) من وعد إذا قال فيها (ووعد) فلا يلزمه الهمز كما يلزمه الهمز إذا اجتمعت واوان في أول كلمة ؛ لأن الثانية مدة ومثله قول الله جلّ ثناؤه : (ما وري عنهما من سوآتهما) وجميع ذا عن المازني وتقول في مثل (هدملة) من قلت : قولّة وتقول في مثل عنكبوت من (بعت) وقلت : قوللوت وبيععوت فإذا جمعت قلت : بياعع وقوالل ، وإن عوضت قلت : بياعيع وقواليل ولم تدغم قبل العوض ؛ لأنه ملحق ببنات الأربعة ولم يعرض فيه ما يهمز من أجله فذهب الإدغام لذلك وتقول في مثال :اطمأننت من (غزوت) : اعزوّا ومن (رميت) ارميّا فتبدل الطّرف ويقول النحويون فيها من القول والبيع : اقولّل وابيعّع وإنّما فعلت هذا بالواو والياء ؛ لأن هذا موضع لا تعتلان فيه ويجريان مجرى غيرهما ويقولون فيها من الضرب (اضربّب) يحولون الحركة على اللّام الأولى كما فعلوا في (اطمأنّ) والذي يذهب إليه أبو عثمان وهو الصواب عندي أن يقول : اضربّب فيدع الكلام على أصله إذ كنت تخرج من إدغام إلى إدغام وإنّما تفعل هذا إذا اختلفت اللامات