باب ما ذكره الأخفش من المسائل على مثال مرمريس
قال أبو بكر : وإنّما أفردت هذا الباب ؛ لأنه مخالف لما مضى من المسائل لا شكل له وجميع ما مضى ممّا فيه تكرير فإنّما هو تكرير عين نحو : (افعوعل) أو تكرير لام نحو : (فعلل) أو تكرير عين ولام نحو : (فعلعل).
ومرمريس وزنها (فعفعيل) فقد كرّرت الفاء والعين وإنما استدلوا على ذلك بأنّها مشتقة من المراسة.
قال : إذا بنيت مثال مرمريس من واو قلت : أوّييّ واوان وثلاث ياءات وكان الأصل أن يكون الأول ثلاث واوات فهمزت الأولى ؛ لأنه إذا اجتمع في أول الكلمة واوان همزت الأولى.
وقال : تقول في مثال (مرمريس) من (الويل والويح). وييّيل ووييّيح أربع ياءات بين الواو واللام وبين الواو والحاء فمن كان من قوله جمع بين ثلاث ياءات في هذه الصفة جمع بين هذه الأربع ياءات ؛ لأن الياء الرابعة لا يحتسب بها لأنّها مثل ياء (مهييمّ) ، وإذا كانت مدة هكذا لم يحتسب بها ألا ترى أنّك لو قلت في قوّام (قوييم) لم يكن تثقيل كما تثقل في (أحيّ) ومن حذف حذف واحدة لئلا يجتمع ثلاث ياءات يكنّ مثل ياءات (شوييّ) تصغير (الشّاوي) فإذا قلت : مرمريس من يوم قلت : ييوّيم وكان الأصل : يويويم فقلبت الواو للياء التي بعدها واجتمعت ثلاث ياءات لأنّهن مثل النّسب إلى (طيء) إذا قلت : طييّ ولو أردت مثل (مرمريس) من أتيت قلت : أتأتيّ ، فإن خفّفت الهمزة قلت : أتتيّ ومن أبت : أواويب ، فإن خفّفت قلت : أوويب وتقول مثال مرمريس (من) إن أوأويي ومن أاأة) أوأوي.
وحكي عن الخليل أنّه كان يصغر (أأأة) أوئة قال : وتأسيس بنائها من تألف واو بين همزتين فلو قلت : ألا أو كما تقول من النوم منامة على تقدير (مفعلة) لقلت : أرض مأآة ولو اشتق منه (مفعول) لقلت : مووء مثل (معوع).