باب : من مسائل الجمع
تقول في (فيعول) من بعت : بيّوع فإذا جمعته قلت : بياييع فلا تهمز لأنّها لمّا بعدت من الطرف قويت فلم تهمز ، وإذا جمعت (فوعلا) من (قلت) همزت فقلت : قوائل وتهمز فواعل من (عورت وصيدت) وكذلك إذا جمعت (سيدا وعيّلا) ، وذلك قولك : سيائد وعيائل وميائت جمع (ميّت) على التكسير شبهوه (بأوائل).
قال المازني : وسألت الأصمعي عن عيّل : كيف تكسره العرب فقال : عيائل يهمزون كما يهمزون في الواوين يعني في أوّل.
وأمّا (ضيون وضياون) فلم يهمزوا لأنّها صحت في الواحد فجاءت على الأصل وقول الشّاعر (١) :
وكحل العينين بالعواور
إنّما ترك الهمز ؛ لأنه أراد : العواير ولكنّه احتاج فحذف الياء وترك الواو على حالها.
قال الأخفش : فإذا جمعت (فعلّ) نحو : هبيّ ورميّ وأنت تريد مثل : معدّ قلت : هبايّ ورمايّ تجريه مجرى ما ليس من بنات الياء نحو : طمر ومعدّ تقول : طمارّ ومعاد تدعه على إدغامه ولا تظهر التضعيف وقد كان الأصل التضعيف ؛ لأنه ملحق ولكنّ العرب لما وجدت الواحد مدغما أجرت الجمع على ذلك.
قال : وليس هو بالقياس وكذلك (فعلّ) نحو : غزوّ تقول : غزاو إذا جمعتها.
قال : وإذا جمعت (فعلل) من غزوت ورميت وهو غزوا ورميا قلت : غزاو ورماي ولم تهمز لأنّها من الأصل.
__________________
(١) من شعر جندل الطهوي ، والأبيات كاملة :
غرك أن تقاربت أبا عري |
|
وأن رأيت الدهر ذا الدوائر |
حنى عظامي وأراه ثاغري |
|
وكاحلا عيني بالعواور. |