المنفصل مثل (أصيم) في المتصل وإنّما فعل ذلك بياء التصغير لأنّها لا تحرك وأنّها نظير الألف في (مفاعل ومفاعيل).
القسم الثاني : الذي لا يجوز إدغامه :
وإذا قلت : مررت بوليّ يزيد وعدوّ وليد ، فإن شئت أخفيت ، وإن شئت بنيت ولا يجوز الإدغام لأنك حيث أدغمت الواو في (عدوّ) والياء في (وليّ) فرفعت لسانك رفعة واحدة ذهب المدّ وصارتا بمنزلة ما يدغم من غير المعتل فالواو الأولى في (عدوّ) بمنزلة اللام في (دلو) والياء الأولى في (وليّ) بمنزلة الباء في (ظبي) والدليل على ذلك أنه يجوز في القوافي (ليّا) مع قولك : ظبيا و (دوّا) مع قولك : غزوا ، وإذا كانت الواو قبلها ضمّة والياء قبلها كسرة ، فإن واحدة منهما لا تدغم إذا كان مثلها بعدها ، وذلك قولك : ظلموا واقدا واظلمي ياسرا ويغزو واقد وهذا قاضي ياسر لا تدغم وإنّما تركوا المدّ على حاله في الانفصال كما قالوا : قد قوول حيث لم تلزم الواو وأرادوا أن تكون على زنة (قاول) فكذلك هذه إذا لم تكن الواو لازمة فأمّا الواو إذا كانت لازمة بعدها واو في كلمة واحدة فهي مدغمة ، وذلك نحو : معزوّ وزنه مفعول فالواو لازمة لهذا البناء وليست بمنزلة قوول الذي إذا بنيته للفاعل صار : قاول ، وإذا قلت وأنت تأمر : اخشي يّاسرا واخشوا واقدا أدغمت لأنّهما ليسا بحرفي مدّ كالألف ؛ لأنه انفتح ما قبل الهاء والواو والهمزتان ليس فيهما إدغام في مثل قولك : قرأ أبوك وأقرىء أباك وقد ذكر في باب الهمز ما يجوز في ذا وما لا يجوز.
النوع الثاني من الإدغام وهو ما أدغم للتقارب :
اعلم أنّ المتقاربة تنقسم قسمين : أحدهما : أن يدغم الحرف في الحرف المقارب له والقسم الآخر لا يدغم الحرف في مقاربه.
فأمّا الذي يدغم في مقاربه فهو على ضربين :
أحدهما : يدغم كلّ واحد من الحرفين في صاحبه.
والآخر : ليس كذلك بل لا يدغم أحد الحرفين في الآخر ولا يدغم الآخر فيه.