باب ما جاء من ذلك على ثلاثة أحرف
فمن ذلك (على) ذكر محمد بن يزيد : أنها تكون حرفا واسما وفعلا ، وإن جميع ذلك مأخوذ من الإستعلاء وقد ذكرتها فيما تقدم.
وقال سيبويه : (على) معناها استعلاء الشيء ويكون أن تطوى مستعليا كقولك : أمررت يدي عليه ومررت على فلان كالمثل.
وكذلك علينا أمير وعليه دين ؛ لأنه شيء اعتلاه. ويكون مررت عليه : مررت على مكانه.
ويجيء كالمثل وهو اسم لا يكون إلا ظرفا قال : ويدل على أنه اسم قول بعضهم : غدت من عليه ومن ذلك (إلى) وهي منتهى لابتداء الغاية ومنها (سوف) وهي تنفيس فيما لم يكن بعد.
ألا تراه يقول : سوفته وهذا لفظ سيبويه ومنها (إنّ) وهي توكيد لقوله زيد منطلق ، وإذا خففت فهي كذلك غير أنّ لام التوكيد تلزمها إذا خفضت عوضا لما ذهب منها لئلا تلتبس بأن التي للنفي ومنها (ليت) وهي تمنّ ومنها بلى وهي توجب بها بعد النفي ومنها نعم وهي عدة وتصديق قال سيبويه : وليس بلى ونعم اسمين ، وإذا استفهمت فأجبت بنعم.
قال أبو بكر : والدليل على أنّ (نعم) حرف : أنها نقيضة (لا) ومنها (إذن) وهي جواب وجزاء. ومنها إلا وهي تنبيه.
باب ما جاء منها على أربعة حروف
من ذلك حتى : هي كإلى وقد بيّن أمرها في بابها ولها نحو ليس (لإلى) يقول : الرجل إنما أنا إليك أي أنت غايتي ولا تكون (حتى) هاهنا وهي أعم في الكلام من حتى.
تقول : قمت إليه فتجعله منتهى له من مكانك ولا تقول : حتاه ومنها (لكن) خفيفة وثقيلة توجب بها بعد النفي وقد ذكرناها فيما تقدم لعلّ.
قال سيبويه : لعلّ وعسى طمع وإشفاق.