باب ما جاء منها على حرف واحد
كل هذه التي جاءت على حرف واحد متحركات إلا لام المعرفة فإنها ساكنة فإذا أرادوا أن يبدأوا أيضا أتوا بألف الوصل قبلها ، وأما لام الأمر فهي مكسورة ويجوز أن تسكن ولا تسكن إلا أن يكون قبلها شيء نحو قولك : فليقم زيد فالحرف على ثلاثة أضرب : مبني على السكون وعلى الفتح وعلى الكسر فأما المبني على الفتح فواو العطف وليس فيه دليل أن أحد المعطوفين قبل الآخر والفاء كالواو غير أنها تجعل ذلك بعضه في أثر بعض.
وكاف الجر للتشبيه ولام الإضافة مع المضمر وفي الاستغاثة وواو القسم وتاء القسم بمنزلتها والسين في (سيفعل) وزعم الخليل أنها جواب لن.
وألف الاستفهام ولام اليمين في لأفعلنّ ولام الابتداء في قولك : لزيد منطلق.
وأما المبني على الكسر فباء الجر وهي للإلزاق والاختلاط ولام الإضافة مع الظاهر ومعناها الملك واستحقاق الشيء.
فجميع هذه جاءت قبل الحرف الذي جيء بها لها فأما ما جاء بعد فالكاف التي تكون للخطاب فقط في قولك : ذاك والتاء في أنت.
باب الحرف المبني مع حرف
من الحروف ما يبنى مع غيره ويصير كالحرف الواحد ويغير المعنى.
فمن ذلك : لو لا غيرت (لا) معنى لو.
وكذلك لما غيرت (ما) معنى لم و (مهما) زعموا : أنها (ما) ضمت إليها (ما) وأبدلوا الألف الأولى هاء ولما فعلوا ذلك صار فيها معنى المبالغة والتأكيد فكأنّ القائل إذا قال : مهما تفعل أفعل فقد قال لا أصغر عن كبير من فعلك ولا أكبر عن صغير أو ما أشبه هذا المعنى.
ومن ذلك (إنّما) إذا رفعت ما بعدها يصير فيها معنى التقليل : تقول (إنّما أنا بشر) إذا أردت التواضع وقال أصحابنا : إنّ اللام في (لعل) زائدة لأنهم يقولون علّ والذي عندي أنهما لغتان وأن الذي يقول لعلّ لا يقول علّ إلا مستعيرا لغة غيره لأني لم أر زائدا لغير معنى.