[قيل (١):] فصاحة المفرد : خلوصه ممّا ذكر (٢) [ومن الكراهة في السّمع (٣)] بأن تكون اللّفظة بحيث يمجّها السّمع ويتبرّأ عن سماعها (٤) [نحو] الجرشى في قول أبي الطّيّب (٥) :
مبارك الاسم أغرّ اللّقب (٦) |
|
كريم الجرشى شريف النّسب |
[كريم الجرشى] أي النّفس (٧) [شريف النّسب] والأغرّ من الخيل الأبيض
______________________________________________________
(١) القائل هو من بعض معاصريّ المصنّف.
(٢) أي التّنافر والغرابة ومخالفة القياس اللّغوي.
(٣) المراد بالسّمع هنا القوّة السّامعة لا المعنى المصدريّ.
(٤) أي بأن تكون اللّفظة متلبّسة بحالة يدفعها ويكرهها السّمع. وقوله : «ويتبرّأ» عطف تفسيريّ على قوله : «يمجّها» أي يتبرّأ السمع عن سماع تلك اللّفظة.
(٥) أي قول أبي الطّيّب في مدح سيف الدّولة إنّه مبارك الاسم لموافقة اسمه لاسم علي بن أبي طالب عليهالسلام.
(٦) وقوله : «أغرّ اللّقب» أي كونه ملقّبا بسيف الدّولة مشهور كالبياض في الجبهة فإنّ الأغرّ بالغين المعجمة والرّاء المهملة المشدّدة أفعل تفضيل من الغرّة وهو بياض الجبهة ، ثمّ استعير لكلّ واضح مشهور ، واللّقب هنا من أفراد ذلك المشهور ، وأنّه كريم النّفس وأنّه شريف النّسب لأنّه من بني العبّاس.
(٧) تفسير للجرشى فمعنى «كريم الجرشى» هو كريم النّفس. وحاصل الكلام في قول أبي الطّيّب في مدح سيف الدّولة أنّه مبارك الاسم لموافقة اسمه لاسم علي بن أبي طالب عليهالسلام وأنّه (أغرّ اللّقب) لأنّ لقبه سيف الدّولة مشهور كالبياض في الجبهة.
الإعراب : «مبارك الاسم» مضاف ومضاف إليه خبر لمبتدأ محذوف أي هو مبارك الاسم ، «أغرّ اللّقب» مضاف ومضاف إليه خبر ثان له ، «كريم الجرشى» مضاف ومضاف إليه خبر ثالث له ، «شريف النّسب» عطف على ما قبله.
والشّاهد في قوله : «الجرشى» فإنّه كريه في السّمع ، فلا يكون فصيحا.