مسعود (١) بن عمر المدعوّ بسعد (٢) التّفتازاني (٣) هداه (٤) الله سواء الطّريق (٥) وأذاقه حلاوة التّحقيق (٦)
______________________________________________________
(١) بدل أو عطف بيان من العبد المفتقر ، كما في بعض النّسخ.
(٢) «المدعوّ بسعد» أي المسمّى بسعد ، وكان أصله سعد الدّين ، حذف المضاف إليه للاختصار. وكما أنّ التّسمية تعدّى بالباء كما تعدّى بنفسها ، كذلك الدّعاء الّذي بمعناها يتعدى تارة بالباء كما في قوله تعالى : (وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها)(١) أي سمّوه بها. وأخرى بنفسها كما في قوله تعالى : (أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى)(٢) أي أيّ اسم تسمّوا فله الأسماء الحسنى.
(٣) نسبة إلى التّفتازان قرية من توابع خراسان وكان شافعيّ المذهب كما قال السّيوطي في تاريخ العلماء.
(٤) من الهداية ، قيل هي الدّلالة الموصلة ، وقيل هي إراءة الطّريق الموصل إلى المطلوب ، والأوّل يستلزم الوصول إلى المطلوب دون الثّاني.
والحقّ إنّ لفظ الهداية مشترك بين المعنيين بالاشتراك المعنوي ومعناه مطلق الدّلالة ؛ ثمّ تعدّى الهداية بنفسها إلى المفعول الثّاني قرينة معينة للدلالة الموصلة ، وتعدّيها بإلى أو باللّام قرينة معينة لإراءة الطّريق ، ولما اختار المصنّف «هداه الله سواء الطّريق» على إلى سواء الطّريق أو لسواء الطّريق ، كي يكون قرينة على إرادة الدّلالة الموصلة. فتدبّر.
(٥) هو الطّريق المستوي من باب ذكر اللّازم وإرادة الملزوم أو من إضافة الصّفة إلى الموصوف بأن يكون سواء بمعنى سويّ أي مستقيم فكان الأصل الطّريق السّويّ أي المستقيم.
(٦) في التّعبير بالإذاقة إشارة إلى أنّ التّحقيق أمر صعب المرام لا ينال جميعه إنّما يصل الإنسان إلى طرف منه ، كما يصل الذّائق إلى طرف ممّا يذوقه ، لأنّ التّحقيق عبارة عن ذكر الشّيء على الوجه الحقّ ، أو إثبات المسألة بدليل ، وحينئذ تكون إضافة الحلاوة إليه تخييلا للمكنية ، كما في أظفار المنيّة وذكر الإذاقة ترشيح لها.
__________________
(١) سورة الأعراف : ١٨٠.
(٢) سورة الإسراء : ١١٠.