الكلام الفصيح من غيره تمييز الكلمات الفصيحة من غيرها لتوقّفه عليها [والثّاني (١)] أي تمييز الفصيح من غيره [منه] أي بعضه (٢) [ما يبيّن] أي يوضّح (٣) [في علم متن اللّغة (٤)] كالغرابة (٥) ، وإنّما قال : في علم متن اللّغة (٦) ، أي معرفة أوضاع المفردات
______________________________________________________
التّمييز تمييز الكلام الفصيح من غيره كما يقتضيه ما صنعه الشّارح ، حيث قدّر الكلام ، وجعل الفصيح صفة له ـ غير تامّ إذ ما ذكره المصنّف يقتضي عدم توقّف البلاغة في الكلام على تمييز الكلمات الفصيحة عن غيرها مع أنّها متوقّفة على الكلمات الفصيحة ، كما تتوقّف على الكلام الفصيح.
والجواب : إنّ تمييز الكلمات الفصيحة يدخل في تمييز الكلام الفصيح عن غيره ، لأنّ الكلام الفصيح يتوقّف على الكلمات الفصيحة على ما يستفاد من تعريف الكلام الفصيح ، فلا يمكن تمييز الكلام الفصيح إلّا بعد تمييز فصاحة كلماته.
هذا معنى قوله : «ويدخل في تمييز الكلام الفصيح من غيره تمييز الكلمات الفصيحة من غيرها لتوقّفه عليها» أي لتوقّف تمييز الكلام الفصيح على الكلمات الفصيحة.
(١) أي الثّاني من مرجعيّ البلاغة أعني تمييز الكلام الفصيح عن غيره في مقابل الأوّل ، وهو الاحتراز عن الخطأ في تأدية المعنى المراد ، كما أشار إلى ما ذكرناه بقوله : «أي تمييز الفصيح من غيره».
(٢) أي بعض التّمييز ، والتّفسير إشارة إلى كون (من) في قوله : «منه» للتّبعيض.
(٣) إنّ تفسير «يبيّن» بقوله «يوضّح» إشارة إلى أنّ المراد من قوله : «يبيّن» ليس ما هو ظاهره ، إذ ظاهره هو الاستدلال ، وليس أن يستدلّ في علم اللّغة على أنّ في هذا اللّفظ غرابة ، بل تذكر فيه الألفاظ المأنوسة ، ويوضّح منه أنّ ما عداها غريب ، لأنّ الأشياء تعرف بأضدادها.
(٤) أي في علم أصل اللّغة ، لأنّ المتن يطلق على الأصل كما هو المراد هنا ، فإضافة «متن» إلى «اللّغة» بيانيّة ، أي المتن هو اللّغة.
نعم ، قد يطلق المتن على الظّهر ، إلّا أنّ هذا المعنى غير مراد في المقام.
(٥) أي تمييز السّالم من الغرابة عن غيره يبيّن في أصل اللّغة.
(٦) أي زاد لفظ «متن» ، ولم يقل علم اللّغة ، لأنّ علم اللّغة عامّ يشمل النّحو والصّرف ،