[لأنّ الكلام إمّا خبر أو إنشاء (١)] لأنّه (٢) لا محالة يشتمل على نسبة تامّة بين الطّرفين (٣) قائمة (٤) بنفس المتكلّم وهو (٥) تعلّق أحد الشّيئين بالآخر بحيث يصحّ السّكوت عليه سواء كان إيجابا أو سلبا أو غيرهما كما في الإنشائيّات (٦)
______________________________________________________
انحصر فيها» كي يكون إشارة إلى أنّ قول المصنّف «لأنّ الكلام ...» علّة لحصر علم المعاني في الأبواب الثّمانية.
(١) هذا الكلام شروع منه في بيان الانحصار في ثمانية أبواب.
(٢) أي الكلام «يشتمل على نسبة تامّة» اشتمال الدّالّ على مدلوله أو اشتمال الكلّ على الجزء ، لأنّ النّسبة الّتي يدلّ عليها الكلام جزء من الكلام حيث إنّه مركّب من موضوع ومحمول ونسبة وخرجت النّسبة النّاقصة كالتّقييديّة ، كقولنا : غلام زيد ، والتّوصيفيّة ، كقولنا : رجل عالم ، بقوله : «على نسبة تامّة».
(٣) أي الموضوع والمحمول.
(٤) إشارة إلى أقسام النّسبة ، فنقول : إنّ النّسبة من حيث هي النّسبة وإن كانت شيئا فاردا ، وهو ارتباط أحد الطّرفين بالآخر ، إلّا أنّها تنقسم إلى أربعة أقسام بملاحظة الاعتبارات والحيثيّات ، فإنّ ارتباط أحد الطّرفين بالآخرين من حيث إنّه مفهوم من الكلام يسمّى نسبة كلاميّة ، وباعتبار حضوره في ذهن المتكلّم وتصوّره له يسمّى نسبة ذهنيّة تصوّريّة ، ومن حيث كونه موردا لإذعانه واعتقاده يسمّى نسبة تصديقيّة ، وباعتبار تحقّقه في الخارج وحصوله في نفس الأمر مع قطع النّظر عن إدراك الذّهن وإذعانه يسمّى نسبة خارجيّة ، مثلا ارتباط القيام بزيد في قولك : (زيد قائم) يسمّى نسبة كلاميّة باعتبار أنّه مفهوم منه ، ونسبة ذهنيّة باعتبار أنّه حاضر في ذهن المتكلّم ، ونسبة تصديقيّة باعتبار تعلّق الإذعان به ، ونسبة خارجيّة باعتبار أنّه متحقّق في الخارج كما في شرح المرحوم الشّيخ موسى البامياني مع تصرّف ما.
ثمّ قول الشّارح «قائمة بنفس المتكلّم» لا يخلو عن مسامحة ، لأنّ القائمة بنفس المتكلّم هي النّسبة الذهنيّة لا الكلاميّة ، ومحلّ البحث إنّما هو النّسبة الكلاميّة.
(٥) تذكير الضّمير إنّما باعتبار الخبر ، ومعنى العبارة النّسبة الكلاميّة تعلّق المسند إليه بالمسند.
(٦) حيث لا تتّصف بالإيجاب والسّلب ، لأنّهما من أوصاف الحكم ولا حكم في الإنشاء ،